اهتز الرأي العام المغربي مؤخراً على وقع جريمة بشعة بطلتها فتاة تدعى سلمى الدرويشة، والتي تعرضت لاعتداء وحشي من قبل فتاة أخرى، خلّفها مشوهة بأكثر من 50 غرزة في وجهها بواسطة آلة حادة.
تفاصيل الواقعة، كما تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية، تروي قصة شجار بسيط تحول إلى كابوس حقيقي. وبحسب الشهادات المتداولة، فإن خلافا نشب بين الفتاتين، ليتحول فجأة إلى عنف مفرط وغير مبرر.
الأمر الأكثر إثارة للصدمة والاستنكار هو الطريقة التي تم بها الاعتداء، حيث استخدمت المعتدية آلة حادة “زيزوار” لتشويه وجه الضحية بشكل بشع، مخلفة جروحاً غائرة استدعت أكثر من 50 غرزة. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تشير بعض الروايات إلى أن المعتدية ما زالت تتباهى بفعلتها وتستفز الضحية.
هذه الجريمة النكراء أثارت موجة غضب واستياء عارمة في صفوف المغاربة. وعبرت فعاليات حقوقية ومدنية عن صدمتها إزاء هذا العنف الوحشي، مطالبة بتطبيق أقصى العقوبات على الجانية ليكون ذلك عبرة لغيرها. كما ارتفعت أصوات تطالب بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحية لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة الصعبة وآثارها الجسدية والنفسية.
تفاعل الرأي العام مع هذه القضية يعكس مدى حساسية المجتمع المغربي تجاه قضايا العنف، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاعتداء على الفتيات والنساء. كما يسلط الضوء على ضرورة تفعيل دور المؤسسات المعنية في مكافحة العنف وتوفير الحماية اللازمة للضحايا.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أهمية التعامل بحذر مع تفاصيل القضية المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والانتظار لما ستسفر عنه التحقيقات القضائية لتقديم صورة واضحة وكاملة للوقائع. إلا أن هذا لا يقلل من بشاعة الفعل المدان والمستنكر بأشد العبارات.
ختاماً، تبقى قضية سلمى الدرويشة شاهداً مؤلماً على تنامي العنف في مجتمعاتنا، ودافعاً قوياً لضرورة تضافر الجهود من أجل تربية الأجيال على قيم التسامح ونبذ العنف، وتفعيل القوانين لحماية الأفراد والمجتمع من هذه الآفات الخطيرة.