في أمسية كروية لا تُنسى، شهد ملعب وجدة الشرفي ملحمة كروية، حيث قلب المنتخب المغربي تأخره بهدف إلى فوز مستحق على نظيره النيجر، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد. ومع تألق اللاعبين داخل أرضية الملعب، خطف المدرب بادو الزاكي الأنظار بوطنيته الصادقة واحترافيته العالية.
لم تكن المباراة مجرد مواجهة كروية عادية، بل كانت صراعًا بين القلب والعقل بالنسبة للمدرب بادو الزاكي. فبينما كان يقود فريقه النيجيري بكل حماس واحترافية، لم يستطع إخفاء تأثره الشديد بعزف النشيد الوطني المغربي، وذرفت عيناه دموعًا.
وفي لقطة مؤثرة أخرى، لم يحتفل الزاكي بهدف فريقه الأول، احترامًا لمشاعر الجماهير المغربية، التي هتفت باسمه طوال المباراة. وبعد نهاية اللقاء، صرح الزاكي أن حبه للمغرب لن يتغير، وأن دموعه كانت تعبيرًا عن فخره واعتزازه ببلده.
على الرغم من مشاعره الجياشة، لم يتوان الزاكي عن أداء واجبه المهني على أكمل وجه. فقد قاد فريقه النيجيري بحنكة وتكتيك، وقدم توجيهات فنية ساهمت في تسجيل الهدف الأول. لكن في النهاية، كان الفوز من نصيب المنتخب المغربي، الذي استحق الانتصار بفضل روحه القتالية وإصراره على تحقيق الفوز.
لقد قدم بادو الزاكي درسًا قيمًا في الوطنية والاحترافية، وأثبت أن الحب الصادق للوطن لا يتعارض مع الالتزام المهني. فقد كان مدربًا محترفًا وقائدًا فذًا، وفي الوقت نفسه كان مواطنًا غيورًا على بلده.
سيبقى فوز المنتخب المغربي على نيجيريا محفورًا في ذاكرة الجماهير المغربية، ليس فقط بسبب النتيجة، بل بسبب الروح الوطنية العالية التي تجلت في أداء اللاعبين وتصرفات المدرب بادو الزاكي.