في مشهد احتجاجي غير مسبوق هز أرجاء جماعة تالسينت بإقليم فكيك، اقتحم عدد من السكان المحليين مقر الجماعة بطريقة فريدة من نوعها، حيث قادوا أمامهم قطيعاً من الأغنام والماعز. جاء هذا التحرك التصعيدي تعبيراً عن غضبهم واستيائهم المتزايد من خطر الكلاب الضالة التي باتت تهدد ممتلكاتهم وسبل عيشهم، وذلك بعد واقعة مؤلمة شهدت نفوق خروفين من ماشية أحد السكان جراء هجوم شرس لكلبين ضالين.
وثقت عدسات الهواتف المحمولة هذا الحدث الاستثنائي، لتنتشر المقاطع المصورة كالنار في الهشيم، وتشعل فتيل نقاش وجدل واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي. انقسمت الآراء بين مؤيدين يرون في هذا الفعل تعبيراً مشروعاً عن يأس السكان من تجاهل معاناتهم مع خطر الكلاب الضالة، وبين من استنكروا هذه الطريقة الاحتجاجية، معتبرين أنها تمثل إهانة وتعدياً على حرمة المؤسسة العامة.
لم يتوقف تأثير هذا الاحتجاج عند حدود النقاش العام، بل امتد ليشل حركة العمل داخل مقر الجماعة، حيث قرر الموظفون الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، تعبيراً عن رفضهم لما اعتبروه مساساً بكرامتهم وإهانة لمكان عملهم.
في المقابل، قلل رئيس جماعة تالسينت، حسن إدا، من أهمية الحادث، واصفاً إياه بأنه مجرد محاولة مغرضة لتعطيل سير العمل الجماعي واستغلال الظرفية السياسية التي تسبق الانتخابات. وأقر في الوقت ذاته بأن الجماعة على وعي تام بخطورة مشكلة الكلاب الضالة، إلا أنه أشار إلى أن ضعف الميزانية المخصصة يحول دون قدرة الجماعة على إيجاد حلول جذرية وفعالة لهذه المعضلة.