الرباط تنتفض: شهدت العاصمة المغربية، الرباط، صباح اليوم الأحد، مسيرة وطنية حاشدة وغير مسبوقة، حيث تدفق عشرات الآلاف من المغاربة للتعبير عن دعمهم القوي لصمود الشعب الفلسطيني البطل في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 19 شهرًا.
انطلقت الجموع الغاضبة من ساحة باب الأحد، وشقت طريقها نحو مقر البرلمان المغربي، وهناك علت الهتافات المدوية التي تدين بشدة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بإنهاء فوري للتطبيع المخزي مع الكيان الصهيوني، وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط بشكل نهائي.
شارك في هذه المظاهرة التاريخية مختلف شرائح المجتمع المغربي، رجالًا ونساءً، شبابًا وشيوخًا، وأطفالًا، متحدين تحت راية فلسطين، وسط انتشار أمني مكثف حرص على سير المسيرة في جو سلمي.
ورفعت الأعلام الفلسطينية خفاقة في سماء الرباط، وتوشحت الصدور بالكوفية الفلسطينية رمز العزة والمقاومة، بينما عبر المتظاهرون عن غضبهم العارم بحرق العلم الإسرائيلي بشكل جماعي. كما لم يغب عن المشهد التضامن الواسع مع الموظفة المغربية الشريفة في شركة “مايكروسوفت”، ابتهال أبو السعد، ووجه المتظاهرون دعوات صريحة لمقاطعة شاملة للشركات المتورطة في دعم العدوان على الشعب الفلسطيني.
هذه المسيرة الوطنية العارمة، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، بالإضافة إلى العديد من الهيئات الحقوقية والمهنية والطلابية، أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن القضية الفلسطينية المقدسة تظل حاضرة بقوة في قلوب ووجدان الشعب المغربي الأبي، رغم محاولات التغييب وصمت بعض الأنظمة العربية. لقد بعث المغاربة اليوم برسالة قوية مدوية للعالم أجمع: فلسطين ليست وحدها، والمقاومة مستمرة حتى تحقيق النصر والتحرير.