في أمسية كروية ستبقى محفورة في ذاكرة جماهير كرة القدم بمدينة وجدة، حقق فريق الاتحاد الرياضي الوجدي إنجازًا تاريخيًا بتأهله إلى الدور ربع النهائي من مسابقة كأس العرش، وذلك بعد فوزه المستحق على العملاق الأخضر، الرجاء البيضاوي، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد في الأشواط الإضافية، في مباراة اتسمت بالإثارة والندية حتى صافرة النهاية.
لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق أمام أبناء الشرق، الذين واجهوا فريقًا عريقًا بحجم الرجاء البيضاوي، حامل لقب البطولة في النسخة الأخيرة. إلا أن الإصرار والعزيمة والرغبة الجامحة في تحقيق المفاجأة كانت العنوان الأبرز لأداء لاعبي الاتحاد طيلة أطوار اللقاء الذي احتضنه الملعب الشرفي بوجدة
شهد الشوط الأول من المباراة حذرًا تكتيكيًا من كلا الفريقين، مع محاولات خجولة لجس نبض المنافس. الرجاء البيضاوي، بكتيبته المدججة بالنجوم، حاول فرض سيطرته على منطقة العمليات، لكن التنظيم الدفاعي المحكم للاتحاد الوجدي حال دون وصولهم إلى مرمى الحارس في المقابل، اعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة السريعة التي شكلت بعض الخطورة على دفاعات الرجاء مما جعل الاتحاد من خلال ضرب ركنية حيث افلح اللاعب الى ترجمتها الي هدف الاول
رغم ارتفاع وتيرة اللعب ومحاولات الفريقين لفك هذا الجمود. تبادل الفريقان الهجمات، وكاد كل منهما أن يهز الشباك في أكثر من مناسبة، لولا براعة الحارسين وتدخلات المدافعين في اللحظات الحاسمة حيث افلاح الفريق البيضوي الى الحصول على ضربة الجزاء التي تعادل من خلاله في الشوط الاول. ومع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، لجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية لحسم بطاقة التأهل.
في الأشواط الإضافية، ظهرت الروح القتالية العالية للاعبي الاتحاد الوجدي بشكل جلي. لم يستسلموا للضغط البدني والنفسي، بل استمروا في القتال ببسالة. ونتيجة لهذا الإصرار، تمكن الفريق من احراز الهدف عالمي بطريقة احترافية من الشوط الإضافي الثاني، ليشتعل الملعب فرحًا بهدف أشعل حماس الجماهير الوجدية التي آزرت فريقها بحرارة طوال المباراة.
لم يستسلم الرجاء البيضاوي وحاول العودة في النتيجة، وتمكن بالفعل من تعديل الكفة في الدقيق الاخيرة ليطلق حكم المباراة صافرة النهاية معلنًا عن تأهل تاريخي للاتحاد الرياضي الوجدي إلى الدور ربع النهائي لكأس العرش.
هذا الفوز المستحق يعتبر إنجازًا كبيرًا لكرة القدم الوجدية، ويعكس العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم التقني والإداري للفريق، بالإضافة إلى الروح القتالية العالية للاعبين الذين قدموا أداءً بطوليًا أمام أحد أقوى الفرق في البطولة. كما يعكس هذا الانتصار الدعم الكبير الذي يحظى به الفريق من جماهيره العريضة التي لم تتوانَ عن مؤازرته في كل الظروف.
بهذا التأهل التاريخي، يضرب فريق الاتحاد الرياضي الوجدي وستكون الأنظار متجهة نحو ممثل الشرق في هذه المرحلة المتقدمة من أغلى الكؤوس في المغرب، حيث يطمح الفريق إلى مواصلة كتابة التاريخ والمضي قدمًا في هذه المسابقة العريقة.
إن هذا الفوز ليس مجرد انتصار في مباراة كرة قدم، بل هو بمثابة دفعة معنوية قوية للفريق وللرياضة في مدينة وجدة بشكل عام، ويؤكد أن الإصرار والعزيمة والعمل الجاد يمكن أن يحققوا المستحيل في عالم كرة القدم. تهانينا الحارة لفريق الاتحاد الرياضي الوجدي وجماهيره على هذا الإنجاز التاريخي، وبالتوفيق لهم في باقي مشوارهم في كأس العرش.
