إلى متى سندفن شبابنا بسبب الإهمال؟ صرخة من بوعرفة المكلومة

هيئة التحرير10 أبريل 2025آخر تحديث :
إلى متى سندفن شبابنا بسبب الإهمال؟ صرخة من بوعرفة المكلومة

صباح هذا اليوم، تحولت حياة أم وحيدة إلى كابوس مفجع، حيث دهست شاحنة فلذة كبدها، الشاب محمد الشيخاوي، أحد أبناء مدينة بوعرفة. نزف محمد بغزارة، وتملك الألم جسده المنهك، لكن الانتظار القاتل في مستشفى إقليمي عارٍ من أبسط مقومات الرعاية الصحية كان أشد وطأة من الجروح والنزيف.

لساعات طويلة، ظل الشاب ينازع الموت بصمت مرير، في أروقة مستشفى لا يحمل من صفة “المستشفى” إلا الاسم، غائبًا عنه الأطباء المتخصصون، والخدمات الضرورية، وسيارة الإسعاف المنقذة. وعندما وصلت سيارة الإسعاف أخيراً، بدأت رحلة يائسة استغرقت أربع ساعات نحو وجدة، لكنها كانت رحلة بلا عودة.

فقد محمد الكثير من دمه، ومعه فقدنا روحًا بريئة، شابًا كان يستحق أن يحيا، لا أن يموت قسطًا على وقع الإهمال واللامبالاة.

من سيحاسب المسؤولين عن هذا التقصير الفادح؟ من سيواسي قلب أم ثكلى كانت تحلم بزفاف ابنها، لا بتشييع جثمانه؟ كيف لنا أن نصدق أن هذا ليس قتلاً بطيئًا ومتعمّدًا؟

هل نحن حقًا أبناء المغرب الآخر؟ المغرب المنسي الذي لا يرى أحد نزيفه؟ إلى متى سنظل نصرخ ونكتب وندفن أبناءنا في ظل غياب العدالة؟ أين الدولة؟ أين وزارة الصحة؟ أين حقنا في الحياة والرعاية؟ ألا يكفينا أن نعيش في التهميش، حتى نموت فيه أيضًا؟

قلوبنا مع الأم المفجوعة خديجة، ومع العائلة المكلومة التي ودعت أغلى ما تملك بسبب التأخير القاتل، والتجاهل الصارخ، واللامبالاة المريعة من قبل الدولة.

رحم الله الشاب محمد الشيخاوي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة