سجل التاريخ الكروي المغربي سطرًا جديدًا من ذهب، بعد أن نجح منتخب المغرب للشباب في تحقيق انتصار مُدوٍ ومستحق على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، ليقتنص بطاقة العبور الثمينة إلى دور نصف نهائي كأس العالم للشباب في إنجاز يضاف إلى سلسلة النجاحات الأخيرة للكرة المغربية.
في قمة مباريات الدور ربع النهائي، والتي استقطبت أنظار العالم بأسره، قدم “أشبال الأطلس” عرضًا كرويًا متكامل الأركان، مزج بين الصلابة الدفاعية والانسيابية الهجومية، ليُنهي المباراة بفوز كاسح ومقنع بنتيجة ثلاثة أهداف نظيفة (3-1).
كانت المباراة بمثابة اختبار حقيقي لقدرات النخبة المغربية الشابة أمام منتخب أمريكي عُرف بقوته البدنية ونجاعته الهجومية، حتى أن البعض وصفه بأنه يمثل “الكِبرياء الأمريكي” في البطولة. لكن رفاق المدرب محمد وهبي أثبتوا أن الروح القتالية المغربية والخطط التكتيكية المدروسة هي السلاح الأقوى.
سيطرة مغربية على مجريات اللعب، تجسدت في أهداف جاءت في توقيتات حاسمة، حيث افتتح التسجيل بهدف مبكر منح الثقة للاعبين، ثم جاء الهدف الثاني ليؤكد التفوق المطلق، قبل أن يختتم المهرجان التهديفي بهدف ثالث زاد من حلاوة الانتصار وأمن التأهل دون أدنى شك. اللافت للنظر هو الأداء الدفاعي المنظم، الذي حافظ على نظافة شباك الحارس طيلة التسعين دقيقة، ليؤكد الفريق أن التوازن بين الخطوط هو مفتاح الانتصارات الكبرى.
بهذا التأهل، يكرر المنتخب المغربي إنجازه التاريخي ببلوغ دور نصف نهائي المونديال، ويثبت من جديد أن العمل القاعدي الذي يقوم به الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم بدأ يؤتي ثماره على أعلى المستويات العالمية. هذا الانتصار ليس مجرد فوز في مباراة، بل هو رسالة واضحة بأن الكرة المغربية تسير بخطى ثابتة نحو قمة الهرم الكروي العالمي.
الجماهير المغربية، في كل بقاع العالم، احتفلت بهذا الانتصار التاريخي الذي أثلج الصدور، وتتطلع الآن إلى دور نصف النهائي، حيث ينتظرهم تحدٍ جديد قد يقودهم إلى خوض نهائي كأس العالم وحلم التتويج.
