هل تنجح مفاوضات القاهرة هذه المرة.. مع ضغط واشنطن لإبرام الصفقهلإنهاء الحرب في غزه.
تقرير /كوثر عبدالعاطي محمود محررة صحفية بجريدة الأنباء الكندية العربية 24.
أحرزت المفاوضات التي تستضيفها القاهرة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تقدما ملحوظا، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصدر مصري رفيع المستوى.
وأشارت القناة المصرية إلى أن وفدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقطر غادرا القاهرة وسيعودان خلال يومين لإتمام بنود الاتفاق النهائي، فيما سيغادر الوفدان الإسرائيلي والأميركي العاصمة المصرية وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أكدت أن جميع الأطراف تظهر في المفاوضات مرونة أكبر من ذي قبل، وقالت إن حماس تريد التوصل إلى اتفاق.
كما أوضحت الهيئة أنّ الولايات المتحدة تضغط على جميع الأطراف بما فيها إسرائيل، ونقلت عن مسؤول أميركي قوله إن التوصل إلى صفقة بات أقرب من أيّ وقت مضى.
قاله المختصون” لمونت كارلو” لا يتسم بالتفأؤل محادثه القاهرة تعتبر الشكل السياسي الوحيد حاليا للتوصل إلى إتفاق بين (إسرائيل وحماس) والخروج من الأزمة ووقف إطلاق النار في القطاع.
واستقبل الرئيس “عبد الفتاح السيسي” قبل إنعقاد المفاوضات مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز فيما يبدو لقاء تحضيري لإنجاح عملية التفاوض.
كما أن في كل جولة جديدة يلتقي خلالها الوسطاء وأطراف النزاع في القاهرة، يتكرر السؤال عن فرص كل جولة في تحقيق الهدف والتوصل إلى إتفاق.
بالنسبة للجولة الحالية أعرب السفير “حسين هريدي”مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عن عدم تفاؤله بنجاح جولة مفاوضات التهدئة في القاهرة بسبب تباين المواقف وعدم جدية الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل قائلا:
“لا توجد شواهد تدعو إلى التفاؤل بالنسبة لنتائج هذه الجولة من المفاوضات و المباحثات التي أصبحت للأسف الشديد تدور في حلقة مفرغة.
الضغط الأمريكي نسبي.. وعندما نتحدث عن ضغط أمريكي فهو إما موجود أو غير موجود، عندما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن وقف تصدير الذخائر والأسلحة الإسرائيلية، عندئذ سيكون هناك ضغط شامل، وكل التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، وآخرها المكالمة الأخيرة بين الرئيس بايدن وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، كل ذلك المقصود به الحزب الديمقراطي والجالية العربية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، والإيحاء للعالم العربي والقيادات العربية والحكومات العربية أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ مواقف إنسانية بين مزدوجتين.
وشاركه في هذا التقييم “مخيمر أبو سعدة” أستاذ العلوم السياسية في (جامعة الأزهر )في غزة، معتبرا أنه لا توجد مؤشرات على إمكانية نجاح مفاوضات (القاهرة) لكن توجد ضغوط على (إسرائيل)، بينما يصعب على (حماس) تقديم تنازلات، وقال “لا توجد هناك مؤشرات حقيقية، ولكن دعيني أقول بأن هناك ضغوط .
الموقف الدولي من إسرائيل اختلف، يعني هناك ضغوط دولية من جانب أمريكا، من جانب أوروبا، باتجاه التوصل إلى هدنة إنسانية بسبب حمام الدم الدائر في قطاع غزة، هناك ضغوط من الشارع الإسرائيلي.
كم أن المظاهرات في إسرائيل باتت أعنف وأكثر قوة، هناك تخوفات لدى الشرطة الإسرائيلية.
ولكن يعني (حماس )تقدم تنازلات عن ماذا؟ ليس على حساب أن يبقى الجيش الإسرائيلي في غزة أو أن تسمح إسرائيل بعودة ألفين شخص فقط يوميا من الجنوب إلى الشمال، يعني هذا سيأخذ أكثر من عامين حتى يعود الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال”.
والسؤال الآخر يتعلق بالقرار الإسرائيلي الذي أعلن عنه أثناء عملية التفاوض، والخاص بسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة، وهل يمكن أن يكون بادرة حسن نية من إسرائيل؟
رفض” مخيمر أبو سعدة” هذا التصور مستبعدا أن يكون لسحب القوات الإسرائيلية من جنوب غزة علاقة بالمفاوضات، نظراً لتمركز الجيش الإسرائيلي بكثافة في عدة مواقع من القطاع “لا أعتقد أن إسرائيل سحبت الجيش كمبادرة حسن نية تجاه عودة السكان إلى منطقة الشمال أو من أجل تسهيل المفاوضات، وأعتقد أن سحب القوات هو لأسباب تكتيكية.
أولا..إسرائيل انتهت من العمليات العسكرية في منطقة الجنوب منذ أربعة أشهر خاصة بعد إنهيار الهدنة السابقة.
دائما هناك “تفاؤل مصري وضغط أميركي وغياب إسرائيلي”، هذا هو ملخص مفاوضات القاهرة ببساطة كما تتحدث المصادر المصرية عن تقدم ملموس.
من جانبها،( تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية) عن تفاؤل باتفاق بحلول شهر رمضان وهو الأمر الذي تضغط واشنطن لتحقيقه.
(أما صحيفة وول ستريت جورنال ) فنقلت عن مصادر مطلعة على مفاوضات التهدئة أن قائد حركة (حماس) في قطاع غزة “يحيى السنوار” طالب بعدم الاستعجال لتأمين اتفاق قريب مع (إسرائيل) بشأن الهدنة وصفقة المحتجزين، مضيفة أنه يراهن على أن يؤدي التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح خلال شهر رمضان إلى دفع (الفلسطينيين) الذين يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية إلى الإنتفاضة ضد إسرائيل.