فاطمة بدير محررة صحفية بجريدة الأنباء 24 الكندية العربية.
بينما زخات القصف الصهيوني تمطر أطفال غزة وتحاصرهم بالموت من كل حدب وصوب منذ بدء العدوان على القطاع فى السابع من أكتوبر، عددت قوات الاحتلال وسائلها باستهداف أطفال الضفة الغربية المحتلة ليقع الصغار من نهر البلاد إلى بحرها تحت مقصلة الانتهاكات بين القتل والاعتقال والتعذيب. في قطاع غزة المحاصر، يُشكِّل الأطفال (كل مَن يبلغ من العمر أقل من 18 عاما) ما يُقارب نصف السكان البالغ عددهم أكثر من مليونَيْ فرد. لا يُستثنى هؤلاء الأطفال من الحروب والعدوان الذي يشهده القطاع منذ فرض الحصار عليه، وهم إن تفادوا قتل غارات الاحتلال الإسرائيلي لهم، فلا يمكن أن يفروا من مواجهة مباشرة مع الدمار والموت والرعب الذي يُفضي إلى كل الآثار النفسية التي ذكرناها. ولعل السبب الأوضح والأكثر مباشرة هو القصف الذي يتعرض له القطاع بشكل مستمر، ويزداد زخمه خلال الحروب المُعلنة. يطول هذا القصف البيوت الآمنة، والمدارس، والمساجد، وحتى المشافي وأماكن تقديم الرعاية الصحية. لا يشعر الطفل الغزّي بالأمان في أي مكان كان، وهو مُعرَّضٌ لأن يغادر مسكنه في أي لحظة ليعود فيجد أنه قد سُوي بالأرض، وهي مأساة لا تغيب عن معظم أطفال القطاع الذين عايشوا حتى ولو حربا واحدة على الأقل.