بقلم/ عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم خبير تغذية علاجية بمركز سعود زايد للدراسات البحثية بالوطن العربي.
يتوافد شبابٌ حاملون أحلامًا كبيرة على كلية الطب، مؤمنين بأنهم سيحملون راية الشفاء وسيُساهمون في تخفيف معاناة البشر، ولكن هل يُدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم؟
رسالة إلى شباب الطب
أود أن أوجه رسالة إلى شباب الطب، أنتم لستم أمام مشروع تجاري ناجح، بل أمام رسالة إنسانية سامية، فحقيقة الطب تكمن في مسؤوليتها الجسيمة، لأنكم ستكونون مسؤولين عن أرواح البشر أمام الله يوم القيامة.
المسؤولية لا تتوقف عند التخرج
يُدرك الكثير من الأطباء حجم مسؤوليتهم خلال فترة الدراسة، ولكن للأسف، ينسى البعض هذه المسؤولية بعد التخرج، ويسقطون في فخ الشهرة والمكسب.
ضرورة التطوير المستمر
لا يتوقف العلم عند الحصول علي شهادة الطب، بل هو رحلة مستمرة من التطوير والتعلم، فمن واجبكم مواكبة آخر التطورات الطبية، والبحث عن حلول جديدة للأمراض المستعصية، بدلًا من الاعتماد على الأساليب القديمة التي أثبتت فشلها في كثير من الأحيان.
البحث عن جذور المشكلة
لا يكفي وصف المسكنات لتخفيف الأعراض، بل يجب على الطبيب الجيد البحث عن جذور المشكلة ومعالجتها، فالمسكنات حلول مؤقتة لا تُعالج المرض من أساسه، بل قد تُسبب مضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل.
العودة إلى العلاجات التقليدية
لا ننكر فضل العلم الحديث، لكن لا يجب أن ننسى ثروة المعرفة الطبية التي تركها لنا أسلافنا، فكثير من العلاجات التقليدية المستمدة من الأعشاب والنباتات أثبتت فعاليتها في علاج العديد من الأمراض، كما أنها آمنة على صحة الإنسان.
مهنة الطب ليست تجارة
يجب على الطبيب أن يضع نصب عينيه مصلحة المريض قبل أي شيء آخر، وأن لا ينظر إلى مهنة الطب كوسيلة لتحقيق الثراء، فالمريض هو أمانة في عنقه، ويجب عليه أن يبذل قصارى جهده لعلاجه دون النظر إلى وضعه المادي.
أرواح الناس ليست لعبة
حياة الإنسان هي أغلى ما في الوجود، ولا يجب الاستهتار بها، فكل قرار يتخذه الطبيب يؤثر على حياة شخص، وقد يُسبب له ضررًا جسيمًا في حال لم يتم اتخاذه بحكمة ودراسة.
وختامًا، أدعو شباب الطب إلى حمل رسالة الشفاء بمسؤولية وأمانة، وأن يضعوا مصلحة المريض فوق كل اعتبار، فأنتم أمل البشرية في التخلص من الأمراض وتحقيق حياة صحية أفضل.