قصر الزعفران قصة عمره 120 سنة.

admin 01
ثقافة
admin 014 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
قصر الزعفران قصة عمره 120 سنة.

كتبت: رنا مجدى محمود.
بناه الخديوي إسماعيل عام 1864م على أنقاض قصر الحصوه في العباسية، الذي بناه “محمد علي باشا”، وقد بُنى القصر على غرار قصر “فرساي” بفرنسا الذي قضى فيه الخديوي إسماعيل فترة تعليمه، وقد طلب الخديوي نقش الأحرف الأولى من اسمه وتاجه الخاص على بوابة القصر ومداخل القاعات والغرف، وذلك ليجمع بين الطراز القوطي والباروك المستعملان في قصور القرن التاسع عشر الميلادي، للقصر أربع واجهات معشقة، بنوافذ وشرفات بعقود نصف دائرية، وزخارف جصية بهيئة فروع نباتية وأكاليل زهور غاية في البساطة والرقة، يتخللها تصاميم فنون النحاس والذهب والزجاج الملون، فضلا عن أسقفه الملونة بألوان السماء.
يتكون القصر من ثلاثة طوابق رئيسية، حيث يضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطراز اليوناني الروماني من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة ويذكر أيضاً إن الطابق الأول كان مخصصا للاستقبال حيث يضم القاعة الرئيسية إلى اليسار من باب الدخول وإلى جوارها قاعتان كبيرتان أخيرتان، وتقع حجرة المائدة إلى اليمين وهي تسع نحو 49 شخص.
يضم الطابق الثاني للقصر ثماني غرف للنوم، كل غرفة بها صالون وحمام كبير، مصنوع من الرخام، وحوائط الحجرات مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة، إضافة إلى الأشياء المذهبة بالذهب الفرنسي، وتظهر القاعة الرئيسية من جهة اليسار عند الدخول من الباب المصنوع من الزجاج المعشق، وإلى جوارها قاعتان للاستقبال، تصل إليه من خلال سلم البهو الكبير المصنوع من النحاس والمغطى بطبقة مذهبة، وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي القصر، والذي يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس، إلى جانب طابق تحت الأرض، يضم المطابخ وحجرات الخدم.
و هذه نبذة عن الاحداث التاريخية التى حدثت لهذا القصر.
عقب هزيمة أحمد عرابي في معركة التل الكبير عام 1882م، واحتلال الإنجليز مصر، طمعوا في القصر ورغبوا في الإقامة فيه، لذا طلب الخديوي توفيق من جدته “خوشيار” هانم إخلاء القصر لإقامة الضباط الإنجليز الذين استخدموه أسوء استخدام لمدة 5 سنوات حتى تركوا القصر عام 1887م، وفي عهد الملك فؤاد الأول الذي تولي حكم مصر عام 1917م، قررت الحكومة ترميم القصر ترميماً كاملاً، وتأثيثه بأثاث فاخر حتى أصبح دارا رسمية للضيافة، ينزل بها من يفد على مصر من الملوك والأمراء واستخدم بالفعل لهذا الغرض وشهد العديد والكثير من المآدب والاجتماعات والحفلات. إلى أن أصدر الملك فؤاد أمراً عام 1932م بإنشاء مدرسة ثانوية في القصر عرفت باسم مدرسة “فؤاد الأول” فقد كان التعليم يُعد من أهم أولوياته واهتماماته، وقد حضر الملك فؤاد بنفسه افتتاح الدراسة بهذه المدرسة. وبهذه المناسبة أنشد شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة وصف بها قصر الزعفران الذي يثير شغف وفضول كل من يراه.
تم تسجيل قصر الزعفران ضمن الآثار الإسلامية عام 1985م، باعتباره أثراً تاريخياً شهد وقائع تاريخ مصر وقد اهتمت جامعة عين شمس بترميم هذا الأثر العظيم بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية وبدأت عملية الترميم والصيانة في عام 1994م مع مراعاة احتفاظ القصر بشخصيته المعمارية والأثرية والفنية وهكذا تحول قصر الزعفران من أحد قصور أسرة محمد على باشا إلى منارة للعلم والمعرفة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.