بقلم / سهير صقر
لقد انهالت علينا في الآونة الأخيرة بعض الأفكار السامة الهدامة والتي تشير بكل جرأة بأن المرأة غير ملزمة بالأعمال المنزلية وأنه لا يوجد سند من الشرع بأن تقوم المرأة بخدمة الزوج والأولاد .
فما الهدف من تلك الدعاوي وتلك الأفكار في هذا التوقيت ؟ ألا يكفيكم ما تعاني منه الأسر المصرية من ضغوط وتفكك وانشقاق ! ألم يكفيكم ما تكتظ به محاكم الأسرة من قضايا يندي لها الجبين ويشيب لها الولدان ! ألم تقشعر أبدانكم من جرائم القتل التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين الأزواج وما ترتب عليها من تشريد الأبناء وضياع المجتمع ! فالأسرة هي وحدة المجتمع ونسيجه وما يصيب الأسرة يصيب المجتمع . فلنعلم جميعا بأن تلك الدعاوي إنما هي من أجل زعزعة أمن وأمان الأسرة وللقضاء عليها وعلي المجتمع .
إن العلاقة الزوجية هي من أسمي العلاقات علي وجه الأرض, فقد كتب الله علي الرجل والمرأة الارتباط بميثاق غليظ وجعل التعامل بينهما قائما علي المودة والرحمة وجعل كل منهما سكنا للآخر بكل ما تحمله الكلمة من معاني السكينة والطمأنينةوالراحة والهدوء . وهناك حقوق وواجبات قد أقرها الشرع لكل طرف منهما ولكن قبل هذا وذاك الرحمة والمودة , فالعلاقة ليست بندية أو تنافسية , فليست هناك رسالة سماوية دعت إلي التنافس أو التنابذ والتنافر بين الأزواج كما دعت لها تلك الأفكار السامة الشاذة وذلك عن طريق الإلزام والإفراض والإجبار .
فعلينا جميعا أن ننتبه لتلك الدعوات الهدامةوالأفكار السامة وأن نفيق من غفلتنا ولا ننساق ورائها وما يدعون لها باسم حرية ومدنية المرأة, ولنتخذ من رسولنا الكريم قدوة لنا في علاقته بزوجاته وفي كيفية التعامل معهن ” خيركم خيركم لإهله وأنا خيركم لإهلي” وقوله ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ” صدق رسولنا الكريم -صلوات ربي عليه وسلامه- فرعاية الزوجة لبيتها ولزوجها ولأولادها إنما هو من باب المعاشرة بالمعرف والرحمة في التعامل وليس من باب الإلزام والإجبار ,فهي تقوم بها عن رضا نفس وطيب خاطر وأن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله, فما أعظمه من أجر . فهنيئا لك أيتها الزوجة بذلك الأجر والثواب العظيم الذي منحه لكي الله عن طريق رعايتك لأسرتك ولبيتك وعليك أن تتوجهي إلي الله بالدعاء بأن يعينك علي هذا العمل الشاق وعلي تلك المسؤولية الملقاة علي عاتقك , كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع ابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها عندما طلبت منه خادما ليعينها علي شؤون وأعمال البيت فأمرها الرسول بأن تستعين بالله وأن تسبحه وتذكره لكي يعينها .
ولا يمكن لأحد أن ينكر دور الزوج وما يعانيه من تعب ومشقة وما يتحمله من ضغوط وصعوبات لتلبية طلبات واحتياجات الأسرة ورعايته لها ولشؤونهم . ومن هنا تستقيم وتستمر الحياة ويسود بينهما الرفق واللين والمودة وحسن المعاشرة .
فالعلاقات الأسرية خاصة والإنسانية عامة هي من أهم ما يميز مجتمعاتنا العربية والمصرية , ولذا خرجت علينا تلك الدعاوي التخريبية والتي تهدف للقضاء عليه وعلي أواصره حتي نكون مثل دول الغرب بيوت واهية علاقات خاوية مثل بيوت العنكبوت كما قال تعالي :
” وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت”
فلنتكاتف جميعا لمواجهة ذلك الإعصار والقضاء علي تلك الأفكار ولنكمم الأفواه ولنخرس الألسنة وليقوم كل منا بدوره لنحافظ علي بيوتنا وعلي علاقاتنا وأواصرنا الدافئة.