كتب / المخرج محمد فوزي
في العصر الحالي، الذي صار من اليسير فيه على الراغب امتلاك أدوات إنتاج الأفلام الرقمية، ثمة الكثير من طرق تعليم الإخراج خلال دورات وورش عمل تستغرق فترات زمنية قصيرة، أياماً أو أسابيع، في أحسن الأحوال، دورات يصبح بعدها المرء قادرا على إنتاج فيلم، لكن، إن لم يمتلك المرء موهبة وثقافة فلن يكون فيلمه إلا مجرد منتج حرفي يفتقر إلى الإبداع ..
ثمة مقولة تتضمن مفارقة تتعلق بتدريس الإخراج السينمائي فحواها انه ليس المهم تعليم الإخراج بل المهم هو تعلمه .
يمكن فهم هذه المفارقة على النحو التالي: المقصود بالتعليم هو تعريف الإنسان المعني بحرفة الإخراج وأدواته وجعله قادرا على أن يتعامل معها ويستخدمها لصناعة فيلم، أما التعلم فيقصد به الجهد الذاتي الثقافي والمعرفي من قبل المتعلم الذي يجعله لا يكتفي بما جرى تعليمه أو تلقينه من معارف حول أدوات الإخراج، بل يزيد على ذلك أن يتوصل إلى التعامل مع الإخراج كوسيلة تعبير فنية إبداعية وليس كمجرد حرفة، أي أن يتعامل مع فن الإخراج وليس الإخراج .