شارع عماد الدين بين الماضى و الحاضر

admin 01
ثقافة
admin 013 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
شارع عماد الدين بين الماضى و الحاضر

.
كتبت: رنا مجدى محمود.
شارع “عماد الدين” على مدى العصور، كان شاهدا على عدد من الأعمال الفنية وعمالقة الفن ويسمى شارع الفن في وسط البلد في القاهرة، ويشبه إلى حد كبير شارع “برودواى” في نيويورك، وحي “وست إند” في لندن، وحى “البوليفار” في باريس، حيث يبلغ طوله 2.5 كم
يمتد شارع عماد الدين وسط القاهرة بطول يصل إلى 3 كيلومترات، بداية من ميدان رمسيس صاعداً نحو الجنوب باتجاه حي عابدين، عابراً لشارع 26 يوليو بوسط العاصمة، قبل أن ينتهي عند ميدان الأزبكية «مصطفى كامل حالياً»، وكان الميدان يسمى حتى مطلع القرن الماضي باسم «ميدان سوارس» نسبة إلى فليكس سوارس، مؤسس عائلة سوارس اليهودية التي أقامت في مصر خلال القرن الثامن عشر، وأسست أول شركة لنقل الركاب، وكان المصريون يطلقون على العربات التي تجرها الخيول، وصنعتها الشركة لاستخدامها في تنقلات أهالي القاهرة الداخلية اسم «سوارس» نسبة إلى تلك العائلة
عُرف شارع عماد الدين منذ بدايات تأسيسه بأنه «شارع الفن» في القاهرة، وأطلق عليه كثير من الكتاب والمثقفين في مطلع القرن الماضي اسم «برودواي مصر» نسبة إلى الشارع الأمريكي الشهير الذي يعد أحد أكبر شوارع الثقافة والترفيه في العالم، وربما يفسر ذلك أسماء عشرات الفنانين التي أطلقت لاحقاً على الشوارع الجانبية المتفرعة من الشارع، ومنها شارع زكريا أحمد وشارع سيد درويش، وشارع نجيب الريحاني

يتميز شارع عماد الدين بأنه يجمع في معمار بناياته مختلف فنون العمارة الإيطالية التي ظهرت في مصر في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي أنشأ ما يطلق عليه حتى اليوم «العمارات الخديوية» التي تشتهر بخاماتها الفريدة، خصوصاً الرخام المستخدم في بناء الأعمدة والسلالم، فضلاً على قطع القرميد التي تغطي النوافذ والشرفات

الدكتورة سهير زكي حواس، أوردت في كتابها «القاهرة الخديوية» قصة بناء هذا الشارع على يد أكثر من 24 مهندساً معمارياً كانوا في ذلك الوقت، من أشهر المعماريين في أوروبا، ومن بينهم المعماري النمساوي «أنتينيو لاشياك»، الذي صمم «بنك مصر» في عام 1927، إلى جانب العمارات الخديوية التي تتصدر الشارع من ناحية شارع 26 يوليو، ومن بعدها مبنى نادي ريسوتو في عام 1928، والكائن في ميدان مصطفى كامل، ونادي الأمراء بشارع نجيب الريحاني

وحتى وقت قريب كان شارع عماد الدين يضم عشرات من المسارح ودور العرض السينمائية، قبل أن تنزوي تلك الصروح الفنية، واحداً تلو الآخر، لتفسح المجال أمام عشرات من الشركات التجارية، ليهجر الفن الشارع الذي كان مقصداً للباحثين عن الثقافة والمتعة، لكن ذلك لم يمنع بقاء بعض دور السينما والمسارح على جانبي الشارع حتى اليوم

لا يضم شارع عماد الدين اليوم إلا مسرحاً واحداً، لا يزال مفتوحاً للجمهور، وهو «مسرح الريحاني» إلى جانب نحو 5 دور للعرض السينمائي، تحتل إحداها المكان الذي كان يعج في الزمان الغابر، بعلية القوم من أثرياء مصر وبعض أمراء الشرق، وهو «كازينو دي باري» الذي أنشأته الفرنسية «مارسيل» واستقدمت له أشهر الفرق الاستعراضية من أوروبا، وأجمل الراقصات الفرنسيات، وشهد هذا الكازينو في وقت لاحق ظهور عدد من أساطير الغناء والفن، مثل الشيخ سلامة حجازي وجورج أبيض، والمطربة الكبيرة منيرة المهدية، ثم الفنان الكبير الراحل علي الكسار، الذي شهد الشارع مولده بمسرحية حسن أبو علي سرق المعزة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.