ثمن الكاتب والمحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور سليمان بن سعد الحميد، مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال قمة العشرين، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية بفضل القيادة الحكيمة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان كانت أسرع دول مجموعة الـ20 نموا في عام 2022 وكل يوم تتحقق أهداف المملكة سريعًا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور سليمان بن سعد الحميد، إن مشروع إنشاء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا يمر عبر السعودية سيوفر بدوره الوقت والمال، موضحًا أن الممر الاقتصادي سيختصر المسافة نحو أوروبا إلى 3 – 6 أيام، وهدف ولي العهد السعودي الوصول بالمملكة للأفضل وتحويل التحديات إلى فرص، مشيرًا إلى أن رؤية 2030 طموحة وحققت المملكة مستهدفات لها بشكل أسرع، موضحًا أن المملكة العربية السعودية تُعد أعظم قصة نجاح في القرن الـ21.
وأضاف أن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا طموح للغاية وسيكون له أثرًا إيجابيًا كبيرًا على المنطقة، وسيغير الشرق الأوسط، ويأتي تتويجاً لما عملت عليه السعودية خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيُسهم في تطوير وتأهيل البنية التحتية التي تشمل سككاً حديدية، وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية.
وأوضح أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقود قطارًا تنمويًا فائق السرعة يمد يده للجميع للالتحاق بركب الخير، مؤكدًا أن خير دليل على النظرة الاستشرافية لمهندس الرؤية السعودية الأمير محمد بن سلمان حينما أكد في 2018 أن الشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة، في وقت كان العالم ينظر باستغراب نحو هذه التصريحات التي تتناول منطقة تعيش توترًا مقلقًا.
وأكد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان يرى حينها دول الخليج والأردن ومصر والعراق، وغيرها من دول المنطقة التي ستنضم تباعاً، منذ انطلاق ذلك التصريح في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في أكتوبر 2018، على موعد مع عقود ثلاثة من التنمية غير المسبوقة وتلاشي مسببات عدم الاستقرار، والتي ستفضي لبروز قطب إقليمي عالمي الأبعاد يُعيد التوازن المختل في العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية الدولية.
وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يرى آفاق الرؤية تتحقق بشكل أوضح، في معركة استعادة روح المنطقة المسلوبة من قوى الظلام التي يقودها التطرف والإرهاب وحكم الميليشيات والعصابات التي كبحت النزعات التجارية والاقتصادية الفطرية لشعوب المنطقة ودفعت بها نحو التدمير والفوضى والفقر، موضحًا أننا نشهد المستقبل يُقبل على المنطقة بوتائر غير مسبوقة، فما كان بالأمس يصنع في عشرات ومئات السنين بات اليوم يتحقق في ومضة من الزمن.
ونوه بأن المملكة العربية السعودية أصبحت ورشة عمل لا تتوقف، تُشكل قطب جذب خلاق لكل الاستثمارات من كل حدب وصوب، وأصبح كل من يأتي إلى السعودية يندهش حينما يرى وجهها الجديد والمتجدد يومياً، حقاً أنها أوروبا الجديدة تتخلق من بين الرمال لتسامق عنان السماء، موضحًا أن مشروع الممر الاقتصادي يتسق مع رؤية المملكة 2030، ويعكس أبعاد الرؤية السعودية إقليمياً ودولياً، خاصة وأنها وضعت مئات من المشروعات الاستراتيجية قيد التنفيذ على الأرض، بما يهيئ جهوزية المملكة للعب أدوار متعاظمة في شراكات متعددة، كما يتسق مشروع الممر الاقتصادي مع مشروع الاتحاد الأوروبي الذي أُطلق في 2021 المعروف باسم “البوابة العالمية” وخصص له 300 مليار دولار، وجاء إعلانه بهدف كبح التأثير السلبي لمبادرة الحزام والطريق الصينية على أوروبا، وتحديداً ما يتصل بسلاسل الإمداد.
