سارة سويلم : المرأة الفلسطينية صاحبة رؤية جديدة للدفاع عن القضية الفلسطينية . 

admin 01
24 ساعة
admin 0120 يونيو 2024Last Update : 5 أشهر ago
سارة سويلم : المرأة الفلسطينية صاحبة رؤية جديدة للدفاع عن القضية الفلسطينية . 

في حوار حصري مع الإعلامية الفلسطينية سارة سويلم صاحبة العديد من المبادرات الفلسطينية التي تهدف أن تقف دائما مع القضية الفلسطينية والمرأة الفلسطينية . -ما هو رايك في دور المرأة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني ؟ولعل دور المرأة الفلسطينية الداعم لـ«طوفان الأقصى» يبرز على مستويين؛ أولهما يتمثل في مرحلة التجهيز والإعداد، فلم يعد ثمة شك في أن عملية إعداد كوادر المقاومة لا تنحصر فقط في جانبها العسكري من ناحية التدريب على استخدام السلاح والمشاركة في المناورات أو حتى اكتساب القدرة على التخفي وغير ذلك، ولكنه قبل ذلك إعداد تربوي ونفسي.

وقد بدا أنه كان ولم يزل للمرأة الفلسطينية النصيب الأكبر من هذا الدور التربوي والنفسي، فالمعلوم أن أغلب عناصر المقاومة هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً، الذين ولد أغلبهم وعاشوا في ظل ما يسمى بمؤتمرات واتفاقات «مدريد» (1991م)، و«أوسلو» (1993م)، وكذلك نشأتهم خلال سنوات الحصار المفروض على غزة الذي يعود لنحو 17 عاماً، فضلاً عن معايشتهم للحروب التي شنها الاحتلال على القطاع في أعوام 2008 و2012 و2014 و2021م.

ومع ذلك، فإن هؤلاء لم يتربوا على الخضوع أو الخنوع أو الاستسلام والقبول بالأمر الواقع، فقد رضعوا منذ طفولتهم المبكرة كل معاني الصمود والمقاومة وحب الوطن والاستعداد للفداء والتضحية.

وتجلى دور الفلسطينية الغزاوية في هذه المرحلة في قدراتها على التحمل والصمود الذي اتخذ أشكالاً متعددة يجدر بكل شكل منها أن يكون نبراساً مضيئاً لكل النساء في كل أنحاء المعمورة، فيضيف صفحة جديدة في سجل نضالها المشرف، ويثبت للجميع أن اصطفاءها من قبل الله تعالى لتكون في مقدمة الصفوف لم يكن عبثاً.

فعلى الجانب الإيماني يندر أن نجد امرأة غزاوية يائسة أو غير واثقة بالمقاومة، أكد ذلك جل المقاطع المصورة التي تناقلها ويتناقلها النشطاء كل لحظة على مواقع التواصل، فما أن تعلم الفلسطينية باستشهاد ابنها أو زوجها أو أخيها أو أبيها أو أي أحد من ذويها حتى يعلو صوتها بالحمد، والتأكيد على الرضا بقضاء الله سبحانه، وهو فعل المجاهدين الذين بسلوكهم هذا يبقون روح الحماسة والرغبة في المواصلة.

كذلك ووسط كل هذا الكم من الدمار والتخريب والقصف المتواصل من قبل الاحتلال لم تتخل المرأة الغزاوية عن تدينها أو إظهار تمسكها بحجابها، حتى إذا ما تعرضت للقصف كانت على حجابها سواء في حال نجاتها أو في حال استشهادها.

تضحيات ثمينة

أما فيما يخص التضحيات، فالحديث يطول بلا نهاية، فالمرأة الفلسطينية أضحت هدفاً رئيساً للاحتلال، وهو ما أكده المتحدث باسم «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، حينما قال: «إن الاحتلال «الإسرائيلي» عجز عن مواجهة المقاومة؛ فصب غضبه على النساء والأطفال»، وهو ما تدعمه الأرقام؛ فقد بات معلوماً أن أكثر من 70% من شهداء الاعتداءات الصهيونية من النساء والأطفال.

ويكفي أن ننظر إلى ما قدرته الهيئات والمنظمات الدولية بشأن ما تعرضت له المرأة الفلسطينية في غزة، فوفق تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، فإن نحو 700 ألف امرأة وطفلة نزحن نتيجة العدوان ولجأن إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) والشوارع والخيام في ظروف صحية وإنسانية صعبة.

………..

-كيف تري دور الطبيبة التي خاطرت بحياتها في سبيل الحفاظ علي المصاب من رصاص الاحتلال الصهيوني ؟المرأة الفلسطينية هي مصنع الرجال ومربية الأجيال، فهي أم الشهيد وزوجة الشهيد وابنة الشهيد وأخت الشهيد. المرأة الغزية خاصة -والفلسطينية عامة- لا تدفع ابنها لمقاومة المحتل فقط، بل تقاوم بفكرها وبتربيتها وبنشرها الوعي بين الأجيال الصاعدة. ولا ننسى المرأة الشهيدة التي نفذت أعمالا فدائية ضد المحتل، فهي لم تنل الشهادة فقط، بل روت تراب وطنها بدمها، وقدمت نموذجا لمن حولها وزلزلت كيان المحتل الصهيوني.

ورغم أدوار المرأة الفلسطينية المهمة في التربية والتوعية والتنشئة والرعاية، فإنها تقوم بأعباء أخرى كثيرة، لعل أبرزها مقاومة سياسة الاحتلال بالاعتكاف في المسجد الأقصى، والوقوف في مقدمة الصفوف التي تواجه مخططات التهويد، من دون أن ننسى ما تتعرض له من معاملة مسيئة لكرامة البشر لدى تنديدها بجرائم الاحتلال من اعتقال وهدم بيوت وغيرهما من الجرائم.

كما لا ننسى المرأة الأسيرة التي شاركت في أعمال مقاومة، وأيضا هناك المرأة التي رفضت التخابر مع المحتل مقابل سفر للعلاج هي في أمسّ الحاجة إليه.

….

-وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة … حكي لنا عن دور المرأة في حماية أبناءها ولادتها للابطال في مقاومة العدو ؟ ما تقوم به المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وجرائمه اللاإنسانية قد يكون أكبر رسالة للعالم كله وليس للنساء وحدهن، لكن هناك رسائل خاصة يمكن توجيهها للمرأة خارج فلسطين، سأقتصر على ذكر بعضها في نقاط:

العمل جنبًا إلى جنب إخوانها الرجال في نصرة أهل غزة وقضية فلسطين.

الاستفادة مما يقوم به الاحتلال من جرائم واضحة ومصورة، ونشرها في المجتمعات عامة، والبلدان الغربية خاصة، لنقل جانب صغير فقط من الظلم الواسع الذي يتعرض له الفلسطينيون ولدحض الرواية الصهيونية الكاذبة.

المشاركة في وضع وتنفيذ خطط واضحة للضغط على الحكومات العربية والغربية، بحيث لا تكون المظاهرات والاحتجاجات عشوائية وكأنّ الهدف منها هو التظاهر فقط.

وضع خطة واضحة لمقاطعة الاحتلال بكافة الأشكال الاقتصادية والثقافية والأكاديمية والدبلوماسية… والتوعية بأهمية المقاطعة وضرورتها ومدى تأثيرها.

. …..

-ما هو رايك في محاولات الصهاينة بهدم مسجد الاقصي. ؟لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة ومحيطه منذ احتلال شرقي القدس عام 1967، لكنها تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعمد الاحتلال استباق شهر رمضان بسلسلة من الاعتداءات الرامية لإحكام السيطرة على أولى القبلتين بشكل كامل

…….

– في نهاية رسالتك للشعوب العربية والشعب الفلسطيني؟نستطيع أن نعدد قائمة من العوامل التي أسهمت في وصول المقاومة إلى تلك اللحظة المهيبة في النضال:

تشجيع الشباب على الابتكار:

لم يبدأ تشجيع الشباب، مع دعم تجارب الشهيد يحيى عياش، ولم يتوقف بعده، فبعد استشهاد عياش، استمر شباب غزة بتطوير الصواريخ، والبحث والتعلم لصناعة أسلحة لا يمكنهم العالم من الوصول إليها، وفي كل مرة كنا نشهد سلاحا جديدا، وتطورا ملحوظا في كفاءة الأسلحة التي طوروها، وأصبحت صواريخهم ترهب العدو، بل تصيبه في مقتل.

ثم جاء التطور المهم الأخير، بقدرتهم على تطوير مسيرات، لتثير الرعب في قلب الاحتلال الإسرائيلي الذي أصبح يتوجس من مغامرة اقتحام غزة.

الخيال الجغرافي:

أطلقت قيادات المقاومة عنان خيالها الجغرافي، فلم تعد تتعامل مع غزة وحدها، ولكنها تمكنت من تطوير علاقاتها بكل مدن وقرى الضفة الغربية والفلسطينيين في الداخل المحتل. فأصبحت المقاومة تنظر إلى فلسطين كوحدة متكاملة اجتماعيًا وإنسانيًا وحضاريًا بالرغم من أن الاحتلال أقام الحواجز التي تمنع هذا التكامل. لذلك أصبح الاحتلال الإسرائيلي يخشى من تكامل الجبهات وأن يتم تشتيت قوة جيشه في جبهات متعددة.

وقد شكلت المقاومة في بعض مناطق الضفة الغربية مثل جنين إسنادًا واضحًا للمقاومة، وقدم مخيم جنين نموذجًا مهمًا للمقاومة والإصرار، وأثبت قدرته على منع الاحتلال من اقتحام المخيم، ومن المؤكد أن الضفة الغربية أصبحت فاعلة في الصراع.

الخيال السياسي:

اختيار توقيت العملية يكشف أيضا أن قيادات المقاومة أصبحت تجيد الحسابات السياسية، فـ”طوفان الأقصى” قدمتها للشعوب العربية كمدافعة عن المسجد الأقصى الذي يحتل مكانة مهمة في نفوس المسلمين جميعًا، ويتعرض في السنوات الأخيرة لإيقاع متسارع من التهويد.

وبتشكيلها لرأي عام إسلامي مؤيد لها، تكون قد حازت أهم وأخطر وسائل إدارة الصراع، وتدرك الحكومة الصهيونية ذلك جيدًا.

اختيار التوقيت:

التوقيت مثالي أيضا من ناحية أخرى، فالمسلمون في كل أنحاء العالم، يشعرون مؤخرا بمزيد من الظلم والقهر والإهانة، وهم يتابعون عمليات حرق القرآن، وإهانة الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى الاعتداءات على المسجد الأقصى.

كان الناس بحاجة ماسة إلى انتصار، وقد قدمته لهم المقاومة، وهذا جدير أن يزيد من دعمها وشعبيتها، ويلهم كثيرا من الشباب فضيلة الصبر وبذل الجهد لتغيير الواقع السيء.

ورسالتي إلى الشعوب العربية استمروا في دعمكم لاهل غزة والمقاومة

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.