إدارة الحوار/ عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم محرر صحفي بجريدة الأنباء 24 الكندية العربية.
في هذا الحوار الصحفي، نقدم لكم حديثًا مميزًا مع طبيب ذو خبرة واسعة في مجال الطب والعلاج، حيث يشاركنا الطبيب تجاربه ورؤيته المميزة حيال استخدام النباتات الطبية كوسيلة فعالة للشفاء والعلاج.
كما يتطرق الحوار إلى مواضيع مثيرة تتعلق بالعلاجات التقليدية والاستخدام السليم للأدوية الكيميائية، تعرَّفوا على آراء هذا الطبيب واستفيدوا من روحه العلمية والإنسانية في هذا النقاش الملهم.
1- في البداية هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة مختصرة عن نفسك وخبرتك في مجال عملك؟
أنا طبيب، تخرجت من جامعة دمشق عام 1986، وحاصل على درجة الدكتوراة، ولدي خبرة واسعة في عدة تخصصات مثل الأمراض الداخلية، والنسائية، والطب الشمولي، وعلم النباتات الطبي والتغذية، كما أنني كنت أستاذًا محاضرًا في كلية الطب بجامعتي دمشق والفرات.
كما سبق لي العمل كرئيس أقسام طبية ومدير لعدة مستشفيات، وحاليًا، أمارس مهنتي في عيادتي الخاصة كاستشاري في الأمراض الداخلية والنسائية والطب الشمولي لجميع التخصصات، بالإضافة إلى إعطاء استشارات في التغذية العلاجية واستخدام النباتات الطبية.
2- هل هناك أمراض ليس لها علاج اطلاقًا؟
لا يوج مرض ليس له علاج، ومع ذلك، قد يكون هناك قصور في خبرة الأطباء أو في البحث العلمي، ويُشار إلى ذلك بـ “إديو باثيك”، الذي يعني “علمه ما علم وجهله ما جهل” كما ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
3- هل يريد الأطباء معالجتنا بالفعل أم يريدون أموالنا؟
فقط 20% من الأطباء يسعون لشفاء المرضى، وأنا واحد منهم، بينما الـ 80% الباقية يميلون نحو الربح والعلاوات المالية، سواء من خلال أموال المرضى أو بالشركات الدوائية التجارية.
4- هل الأطباء يشخصون المرض علي مدي فهمهم للطب أم لحفظهم له؟
من أبرز أخطاء الأطباء هو تشخيص المرض بناءً على المعرفة النظرية فقط، عوضًا عن الاعتماد على الفهم العملي والخبرة السريرية في التعامل مع كل حالة مرضية على حدة.
5- هل الكلمة الطيبة مع المريض تجدي نفعًا أو يكون لها دور في الشفاء؟
التفاهم الإيجابي مع المريض واستخدام الكلمات اللطيفة يعد جزءًا أساسيًا من العلاج، وهناك مقولة بريطانية تقول: “يجب على الطبيب أن ينقل الأمل والتفاؤل للمريض بغض النظر عن حالته الصحية، وأن يتحدث إليه بلطف وبلغة يفهمها”، ولكن للأسف، هذا لا يطبق دائمًا.
6- هل يتم لوم المريض في حين لم يعرف الأطباء تشخيص حالته المرضية، وهل يستحق هذا المريض أن ينعت بالكاذب لأن الأطباء قد عجزوا عن تشخيص حالته المرضية؟
إذا لم يتم التشخيص والعلاج بدقة من قبل الطبيب، يمكن إلقاء اللوم علي الطبيب، أما إذا لم يلتزم المريض بالنصائح وتعليمات الطبيب، ففي هذه الحالة يمكن إلقاء اللوم المريض.
7- ما الذي يتوجب فعله علي المريض الذي يشعر بأعراض معينه ولكن عند فحصه علي الأجهزة لم يظهر أي شيء؟
في الطب، يعتبر الفحص السريري للمريض وتاريخ مرضه الأساسيين ومن خلالهما يتم تشخيص نسبة تصل إلى 80% من الأمراض، أما الفحوص المخبرية والأشعة تُعتبر فحوصات مكملة، ونادرًا ما يحتاج الطبيب الحكيم والمتخصص إلى إجراء تلك الفحوصات.
8- بما أن الرسول الكريم ذكر أهمية النباتات الطبية في العلاج واهميتها العظيمة فلما ينكرها الكثير من الأطباء وخصوصًا الأطباء الكبار و المشهورين وينعتونها بأنها ملعونة وليس لها أي فائدة علي الإطلاق؟
مَن يتجاهل قيمة النباتات الطبية فهو جاهل وغير مُلم بتاريخ الطب ولا يدرك قيمتها، فالأصل الطبي للعلاج يعود إلى النباتات، حيث تعتمد معظم الأدوية المتواجدة في الصيدليات على مكونات نباتية، مثل الغليكوزيدات القلبية وغيرها، ورغم ذلك، فإن يد التجارة والكيمياء قد أزالت البركة الطبيعية من تلك الأدوية، حتى أنه من الأفضل الحصول على فيتامين C الطبيعي من الغذاء بدلاً من الصيدليات.
ووفقًا لمدير التغذية المثلى في لندن، يبدو أن الطب الكيميائي الآن على مفترق طرق الفشل، حيث باتت فوائده محدودة وحتى المضادات الحيوية قد تصبح غير فعّالة في المستقبل.
ويشير البروفيسور لينوس بولينغ، الحائز على جائزة نوبل للطب مرتين، إلى أن التغذية السليمة والاعتماد على النباتات الطبية سيكونا محور طب المستقبل.
وبكل ثقة وإدراك، أعلن بأنني إن توفرت لدي الإمكانيات لإنشاء معمل لتصنيع الأدوية النباتية، لعالجت جميع الأمراض باستثناء الموت، واليوم، وعلى الرغم من قلة الموارد، أستطيع علاج الحالات الصعبة مثل داء منيير، والصرع، والسرطان، والسكري، والجلطات، والفيروسات وغيرها، مما يضمن شفاء تام بإذن الله.
9- هل تعد النباتات الطبية بديلاً أفضل للأدوية الكيميائية في العلاج؟
تُعتبر النباتات الطبية بديلًا مفضلًا عن الأدوية الكيميائية بسبب قلة الآثار الجانبية وقدرتها على تعزيز المناعة وصيانة الجسم، حيث تحتوي على مضادات الأكسدة التي تعتبر علاجًا لمختلف الأمراض، ومع ذلك، يتطلب استخدامها إشراف خبير وطبيب متخصص وحكيم.
10- هل الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت على النباتات الطبية ليست صحيحة كما يدعي البعض؟
جميع الأبحاث حول النباتات الطبية صحيحة، إلا أنها قليلة، والسبب هو محاولة مكافحة تأثير شركات الأدوية؛ حيث إن الاستثمار في النباتات الطبية يهدد مركزية شركات الأدوية الكبيرة وسيطرتها على سوق الدواء.
فعلى سبيل المثال، إذا تم توفير تمويل لي وتم إنشاء معمل للأدوية النباتية، سأسعى لتصنيع علاج لكل مرض، وحينها ستفشل تجارة الأدوية الكيميائية القمعية التي تثير الإدمان والتي قد تكون أكثر ضررًا من فائدتها.
وأتمنى من يتوفر لديه التمويل أن يقدم دعمه لي ويختبر كيف يمكن للجميع الإستفادة من الجوانب الإنسانية والطبية والاقتصادية بشكل معقول وغير جشع.
11- في رأيك لماذا لا يقومون في كلية الطب بتخصيص قسم يسمي بالنباتات الطبية مثلما يوجد قسم يسمي بقسم العقاقير؟
أقترح أن يكون في كل كليات الطب حول العالم قسم لتدريس أهمية وفوائد النباتات الطبية وأهمية التغذية العلاجية.
12- إذا كانت الأدوية الكيميائية خطيرة إلي هذا الحد فلماذا يقوم الأطباء بوصفها للمرضي بالرغم من آثارها الجانبية ولماذا يستمرون في عمل أبحاث ودراسات عليها؟
شركات الدواء العالمية الكبرى تبحث عن الربح، ولا تولي اهتمامًا كافيًا لشفاء المرضى، والدليل على ذلك عدم استثمارها في البحث حول النباتات الطبية والتي تعد غير مكلفة.
وإذا تاحت الفرصة لي ولزملائي من الأطباء الحكماء والعلماء في العالم، بدعم مالي مناسب، لكنا قادرين على تطوير علاجات بسيطة لكل مرض بتكلفة منخفضة، تهدف إلى الشفاء بدلاً من تخفيف الأعراض أو تسبب الإدمان.
كما يجب أن نلاحظ معًا عدد المرضى الذين أصبحوا مدمنين على الأدوية، خاصة مرضى القلب، والمفاصل، والضغط، والسكري، وهذا ما يُسهم في تحقيق أرباح هائلة لشركات الدواء دون أن يتحقق الشفاء الحقيقي للمرضى.
13- هل هناك شيء تريد إضافته بخصوص هذا الموضوع قبل إنهاء الحوار؟
نسبة الشفاء باستخدام الأدوية النباتية تفوق 80% من بين المعالجات، دون آثار جانبية، بينما لا تزيد نسبة الفعالية باستخدام الأدوية الكيميائية عن 40% وذلك حسب الإحصائيات البريطانية، بالإضافة إلى وجود آثار جانبية مزعجة.
وفي الختام، أود أن أعبر بثقة وخبرة كعالم وحكيم، برغبتي في الحصول على تمويل لإنشاء مختبر للأدوية النباتية، وحينها طالبوني بعلاج جميع الأمراض دون استثناء، حتى تلك التي يُعتبر علاجها مستحيلاً من قبل العالم بأسره، باستثناء الموت الذي لا يوجد له علاج.
وليعود ذلك تأكيدًا على حكمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: “يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يجعل داءً إلا وجعل له دواءً، عَلِمَهُ من علم وجهله من جهل، إلا داء السام أو الموت”.