د. أسماء الحسيني للأنباء 24 : السودان الآن في مفترق طرق ونفق مظلم .

admin 01
24 ساعة
admin 019 مارس 2024آخر تحديث : منذ 9 أشهر
د. أسماء الحسيني للأنباء 24 : السودان الآن في مفترق طرق ونفق مظلم .

إدارة الحوار: إسراء عثمان عفيفي، محررة صحفية بجريدة الأنباء 24 الكندية العربية.

في حوار حصري لجريدة الأنباء 24 الكندية العربية، حول أوضاع السودان ، تحاورت مع دكتورة/ أسماء الحسيني المتخصصة في الشأن العربي والإفريقي.

دار الحوار حول الأطماع التي أدت للتنافس والصراع بين الجيش و قوات الدعم السريع، وتحدثنا عن الدور الإقليمي والدولي إزاء هذه الحرب، وما هي التأثيرات التي ستخلفها الحرب في السودان على مصر والمنطقة.

1- في البداية، من وجهة نظرك كيف يتم التعامل مع أزمة الحرب في السودان من قبل المملكة العربية السعودية؟

كان هناك جهود كبيرة جدًا من قبل المملكة العربية السعودية عبر منبر جدة، الذي هو وساطة سعودية أمريكية، لكن بسبب تعنت الطرفان المتحاربان “الجيش و قوات الدعم السريع”، وعدم تنفيذهم للإلتزامات في جدة، أدى ذلك إلي تعثر هذا المنبر، والآن تتفاقم الأزمة في السودان، حيث أن 25 مليون مواطن سوداني، وهم نصف عدد السكان تقريبًا، على أبواب مجاعة؛ لأن الموسم الزراعي لم تتم الزراعة فيه، إلى جانب المساعدات الإنسانية التي لا تصل بالقدر الكافي لكل أنحاء البلد، فالسودان بلد مترامي الأطراف ويحتاج إلى مساعدة الأشقاء.

2- هل القبائل السودانية قادرة على إنهاء الحرب؟

القبائل السودانية الآن انعكس عليها الإنقسام، وأصبحت هناك قبائل تؤيد الدعم السريع، وقبائل أخرى تؤيد الجيش، وهناك قبائل انقسمت انقسامات متعددة في الأحزاب، والمجتمع المدني، فكل هذه الإنقسامات تلقى بظلال قاتمة على الوضع في السودان، ومن المفترض أن تكون هناك حاجة لتوحيد الكتلة المدنية في السودان، أو على الأقل تجنب هذه الصراعات أثناء الحرب؛ لأن هناك حشد من قبل الطرفين المتصارعين، وكل طرف يسعى لأن تكون القبائل مؤيدة له ضد الطرف الآخر، وهذا ما يشكل خطرًا؛ لأن هناك خطاب ليس خطاب كراهية فقط، وإنما أفعال كراهية شديدة من ذبح، وتمثيل بالجثث، و أشكال أخرى شديدة العنف لم يشهدها السودان من قبل.

3- هل من الممكن أن تمتثل قوى الصراع في السودان أمام محكمة العدل الدولية؟

أعتقد أنه يوجد الآن تصعيد من قبل المجتمع الدولي، فهناك لائحة عقوبات ضمت حوالي 14 شخصية وكيان من الدعم السريع والجيش والإسلاميين، كما أن الإتحاد الأوروبي يسير على خطى أمريكا وبريطانيا.

المحكمة جنائية دولية، والمدعي العام للمحكمة “كريم خان” صعد الأمر وقال أن هناك الآن تحقيقات كبيرة تجري، وأعتقد أيضًا أن هناك أطراف، وقيادات عديدة من التي تؤجج الصراع ستكون متلاحقة.

4- كيف تري مستقبل السودان بعد هذه الأزمة؟

السودان الآن في مفترق طرق ونفق مظلم، فإما أن تتوقف هذه الحرب، وتكون هناك محاولة لاستعادة الاستقرار لهذا البلد، وطبعا ستكون التكلفة ضخمة جدًا؛ بسبب الدمار الهائل الذي حدث، فضلًا عن الفقد في الأرواح الذي لن يعوض، وإما الاستمرار في الحرب، والاستمرار فيها يعني تردي أحوال السودان أكثر من الآن، وستنزلق إلى هوة سحيقة لا تقوم بعدها أبدًا، وتصبح بعدها السودان ملجأ لجماعات الجريمة المنظمة، والجماعات الإرهابية.

5- هل تري أن الأزمة تفاقمت بسبب ترك معظم السودانيون بلدهم أثناء الحرب؟

واجهه السودانيون جرائم كبيرة جدًا، وجدوا أنفسهم في مرمى النيران، والمدافع، والطائرات، والقصف، والنهب؛ وبالتالي نتج عنه نزوح عدد كبير منهم، وهناك مخاوف حول إفراغ المناطق من ساكنيها.

لكن المدنيين الأبرياء معذورون سواء نزحوا داخل السودان أو خارجها، فهي محاولات منهم لحماية أنفسهم وعوائلهم.

6- ما هي تأثيرات الحرب في السودان على مصر؟

في رأيي مصر أكبر الدول التي ستتأثر بالحرب على السودان، في كل الأصعدة، نحن نتكلم عن أمن قومي، وأمن مائي، وحدودي أيضًا، فالأمن القومي الشامل مرتبط بالسودان، الآن تواجه مصر تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وهذا يهدد الحدود المصرية، فمصر تخشى وجود إرهابيين وتخشى من عدم الاستقرار، وأي انقسام في السودان لن يكون في صالح مصر، وستعاني مصر كثيرًا إذا لم تحل مشكلة الحرب في القريب العاجل، وتحاول مصر حاليًا لملمة هذا الموقف الشائك بالنسبة لها في السودان.

7- الأزمات في السودان، والنيجر، والأزمات في قارة إفريقيا من اللاعب الأساسي فيها؟

هناك لاعبون كثر في الحقيقة، منها الأوضاع الداخلية والتي تكون ظالمة في كثير من الأحيان وغير منصفة للكثير من الأفراد بداخل كل بلد، والتي تجعل هناك مناطق لا تحصل على القدر الكافي من التعليم، أو العمل، أو الثروة، أو السلطة؛ وبالتالي تصبح هذه المناطق فريسة سهلة لأي دعوى سواء داخلية أو خارجية للإنتفاض والثورة على الأوضاع التي تشهدها البلاد.

أيضًا الأوضاع المختلفة في السودان، والنيجر، وغيرهم هي التي أدت إلى هذه التغيرات الدراماتيكية التي تحدث.

لا ننسى أيضًا التدخلات الإقليمية، والدولية، فهناك أطماع، ومصالح من كل طرف، ما يؤدي إلى تحكمهم في مسار الأحداث وينتهى المطاف إلى صراعات ونزاعات، وأزمات، وربما حروب لا تنتهي؛ لذلك أعتقد أن استقامة الأوضاع الداخلية هي أكبر محصن للدول والشعوب ضد أي تدخل خارجي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.