حوار مع الدكتور عصام لعروسي أستاذ العلاقات الدولية وخبير في الشئون الامنية وتسوية النزاعات حول العديد من المحاور والملفات المختلفة .

admin 01
دولي
admin 011 ديسمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
حوار مع الدكتور عصام لعروسي أستاذ العلاقات الدولية وخبير في الشئون الامنية وتسوية النزاعات حول العديد من المحاور والملفات المختلفة .

تفريغ الحوار : أشرف رشاد رئيس مركز العربي الإفريقي للدراسات البحثية .

مراجعة / مريم سليم محرره صحفية بجريدة الانباء 24الكندية العربية.

أهمية دورالمغرب علي المستوى الأفريقي والعربي ، ودورها في حل الازمة الفلسطينة ،ودورها في حل الازمة الليبية، وحقيقة الازمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر ، وحقيقة رجوع ترامب من جديد.

بداية نرحب بحضرتك فى هذا الحوار

د.عصام. ما هو رايك فى أدوار المغرب الدبلوماسية فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي يتدخل فيها؟
اعتقد بأن المملكة المغربية، تلعب فى الآونة الأخيرة دورا هاما جدا علي المستوى الأفريقي والعربي وايضا فى حل العديد من الازمات، حيث لايمكن أن ننسي دور المغرب فى حل القضية الفلسطينية خاصة أن الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس ومن خلال هذه الصفة والمكانة يشرف المغرب على انجاز العديد من المشاريع العملية فى الضفة الغربية وقطاع غزة والكثير من الإنجازات والمشاريع المغربية أهمها مبادرة الملك محمد السادس لفتح المعبر اللبينى بالتعاون مع الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية. وايضا الدور المغربى لحل الأزمة الليبية من خلال مبادرة الصخيرات والتي وكانت بمثابة مرجعية للأطراف المتنازعة فى الأزمة الليبية ولم يقف الدور المغربي هنا بل كان هناك اجتماعات و مشاورات متوالية في طنجة وبوزنيقة . كما يلعب المغرب دورا مهما إقليميا وايضا على المستوى الأفريقي فيما يتعلق بمحاربة الارهاب وخاصة احتضان المغرب لمؤتمر دول التحالف لمواجهة داعش فى مراكش وايضا احتضان المملكة المغربية للعديد من المؤتمرات الخاصة بمنظمة الاتحاد الافريقي والمطالبة بإنشاء قوات او تحالف دولي أفريقي للدول المطلة على المحيط الأطلسي، وعلى المستوى العربي هناك سوء فهم وعدم توافق للعديد من القضايا داخل الجامعة العربية وقد ظهر هذا فى قمة الجزائر بشكل ملموس حيث كانت بيانات القمة عامة وفضفاضة جدا وليست واقعية . المغرب يقدم مبادرات واقعية تنم عن روح دبلوماسية جديدة تنتعش معها الحلول الواقعية وايضا التوجهات الجديدة واهمها اختراق القارة الأفريقية ونسج تحالفات جديدة تخدم مصالح القارة الأفريقية, كما يحاول الملك محمد السادس أيضا اتباع سياسة اليد الممدودة خاصة مع الجارة الجزائر بعدما اتخذت هذه الاخيرة خيار القطيعة الدبلوماسية مع المغرب في صيف السنة الماضية.

د.عصام من المنظورات الأمنية والاستراتيجية المتقدمة كيف يمكن تفسير الأزمة الدبلوماسية المغربية الجزائرية وخاصة في ظل محيط إقليمي مضطرب ؟

في اعتقادي تضل الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر فى مستوى منخفض وليس مستوى شديد التصعيد برغم من قرار قصر المرادية الزيادة ومضاعفة الانفاق العسكري الذي بلغ 23 مليار دولار للسنة المالية 2023 . هذا السباق المحموم نحو التسلح يكشف حقيقة العقيدة العدائية الجزائرية ضد المغرب. رغم بعض الاتجاهات التي تقول بإمكانية نشوب نزاع عسكري بين البلدين، أقول إن هذا الخلاف سيظل في مستوى منخفض لأسباب عديدة أهمها: عدم رغبة البلدين للدخول فى مواجهة عسكرية فهذا لن يفيد البلدين في ظل محيط إقليمي مضطرب، والمغرب بالأخص متمسك بمبادئ الحوار والوساطة والعقلانية والتفاهم والتفاوض على اى قضية كيفما كان مستواها . أعرب المغرب أكثر من مرة عن استعداده للحوار والنقاش لعودة العلاقات ولكن بشروط والتزامات معينة بالإضافة أن البيئة الإقليمية والدولية لا تسمح بمثل هذه المواجهات بالمقابل أن اوربا مشتعلة بالحرب الروسية الأوكرانية وايضا على مستوى افريقيا فهناك العديد من المشاكل والأزمات في منطقة الساحل جنوب الصحراء والأزمة الليبية مازالت لم تعرف بعد طريقا للحل. اذن النظام الإقليمي والعربي لا يسمح بمزيد من صب الزيت على النار والمزيد من الازمات. كما يمكن أن نسجل أن التحالفات متناقضة بين البلدين في محاولة لكسب النقاط وكسب النفوذ ولهذا فالمواجهة العسكرية لن تنهى الخلاف بل تزيد من حجم التباعد وتزيد من الفجوة وخسارة مقدرات ومستقبل المنطقة المغاربية، كان يعول عليها لبناء اتحاد مغاريي قوي، حيث أن المنطقة تخسر ملايير الدولارات سنويا بسبب غياب التعاون اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وثقافيا اظن ستظل الأزمة فى هذا الحجم إلى حين وجود مبادرات أو وساطة لتقريب وجهات النظر أو الرجوع للمربع الأول على أنها علاقات طبيعية لكن يظل المغرب متشبثا بعدم تدخل الجزائر في قضية الصحراء المغربية و وقف دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.
اشكرك د.عصام استاذ التحليل الاستراتيجي واسمح لى أن أسألك سؤال اخر …ماهي الأبعاد الحقيقية لدعوة الملك محمد السادس للرئيس الجزائري تبون لزيارة المغرب ؟
هي إشارة قوية للمغرب يوضح فيها بشكل غير مباشر أن عدم حضور الملك محمد السادس القمة العربية بالجزائر يرحع لأسباب مرتبطة بالأجندة المغربية. كما هو الشأن لعدد من دول الخليج العربي ونخص بالذكر سلطنة عمان والامارات والبحرين والكوبت وايضا المغرب ولكل دولة أسبابها الخاصة بها لعدم حضور القمة بالجزائر ويرى المغرب ان حضور القمة وانعقادها لن يغير شيئا فى الواقع العربى ولهذا ارى ان دعوة الملك محمد السادس الى تبون بمثابة توجيه صريح بأن القضايا والأزمات الثنائية تحل داخل الإطار الثنائي وليست داخل إطار جامعة الدول العربية لأن هذا الأزمة تعنى الجزائر والمغرب فقط ولأن جدول الأعمال الذى سبق التوافق عليه من قبل وزراء الخارجية لم يضع ضمن محاوره مناقشة الأزمة الدبلوماسية الجزائرية المغربية، وهذا ما يتوافق مع الطرح المغربي في استمرار سياسة اليد الممدودة التى يقدمها دائما الملك محمد السادس فى أحلك فترات الصراع والتصعيد حيث يتمسك المغرب بالحلول الدبلوماسية والجلوس مع الطرف الجزائري لإيجاد مخرجات حقيقية للأزمة الحالية . لكن هذه المبادرات المغربية لا نجد لها أي صدى لدى الجزائر وتظل هذا العلاقات على مستوى القطيعة ولا ينتظر اى تطور على هذا الصعيد مع استمرار حظر الطيران المدنى واستمرار الحدود البرية مغلقة وتظل كما كانت منذ سنة ٩٣ حتى أن وزير الخارجية المغربي عندما ذهب إلى الجزائر لحضور القمة العربية أقلعت الطائرة المغربية من دولة أفريقية في اتجاه الجزائر رغم أن المغرب لا تفصله عن الجزائر سوى بضع كيلومترات ،ولهذا اظن أن هذا العلاقات ستظل تراوح مكانها في انتظار انفراجة حقيقية وتغيير منهجي في مدخلات الصراع .

د.عصام هل يمكن الحديث عن متغيرات حقيقية في أداء الادارة الأمريكية الحالية على هامش الانتخابات الأمريكية النصفية الأخيرة؟

أبرزت الانتخابات الأمريكية النصفية الأخيرة وجود تكافؤ بين الحزب الجمهور والديمقراطي مع تقدم طفيف للحزب الديموقراطي فى بعض الولايات. تغيير تركيبة مجلس النواب والشيوخ لصالح الجمهوريين ولو بنسبة ضئيلة كانت سوف تصعب الفترة المتبقية لجو بايدن والإدارة الأمريكية التي سوف تعانى الأمرين من صعوبة تمرير التشريعات والقوانين وايضا محاولة الجناح الموالي لترامب للرجوع من جديد وتقوية الكتلة الناخبة لدية ومحاولة عرقلة القرارات السياسية للإدارة الأمريكية فى العديد من الملفات سواء على المستوى الداخلى او الخارجى واظن أن هذا الانتصار الطفيف للحزب الديموقراطي سوف يسهم في مواصلة العديد من الأوراش و الاهتمام بالعديد من القضايا . في العادة تتقارب الادارات الجمهورية كثيرا مع الدول العربية والقادة العرب أكثر من الإدارة الديمقراطية التى تتشبث بمبادى حقوق الإنسان والديمقراطية والكثير من الشعارات وفى النهاية نجد أن نفس السلوك يتكرر مع الحزب الديموقراطي في مواجهة قضايا الشرق الأوسط وخاصة الخلاف الأمريكى السعودي والتراجع الأمريكي عن المنطقة وهذا الفراغ الذي خلفته واشنطن وتحاول العديد من القوى الدولية فى المنطقة ملء هذا الفراغ ،ولهذا اقول إن المنطقة العربية تحتاج الى فواعل اقليمية لها امكانيات ومقدرات قوية خاصة بعد انهيار العراق و سوريا واليمن . تحاول بعض دول الخليج الغنية أن تؤكد دورها الإقليمي كالملكة العربية السعودية و دولة الإمارات ، بالمقابل هناك دولا أخرى تعانى العديد من الازمات الهيكلية وخاصة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية و أزمة المحروقات والغذاء إلى غير ذلك… اظن أن الحزبين الامريكيين لا يتباعدان بشكل كبير في الفترة الأخيرة في مسألة تطبيق السياسة الخارجية الامريكية وخاصة فيما يتعلق بالانسحاب من العراق و سوريا و من خلال ربط علاقات جيدة مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما أن مواقف الحزب الجمهورى كانت اوضح من الحزب الديمقراطي بخصوص التحولات التى شهدها العالم العربى بعد ٢٠١١واظن أن بعد هذه الانتخابات سوف يواصل بايدن نفس السياسة والتراجع والحذر و خاصة أن هناك انشغال رئيس للإدارة الأمريكية ويتمثل فى الحرب الروسية الأوكرانية وبدء التركيز على الشرق الأوسط وبطبيعة الحال تهيئة المناخ المناسب لمواجهة وتقزيم الصينى وهو الهدف الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية.
دكتور عصام سؤال الاخير اليوم هو .كيف تقرا الانتخابات الإسرائيلية التي جرت مؤخرا؟

الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة والتي أعطت امتيازا قويا لليمين المتطرف ولحزب نتنياهو تعكس فى الحقيقة معطى جديدا فى المنطقة، لكن جامعة الدول العربية لم تثير هذا المتغير المستقل ومدى انعكاسه على القضية الفلسطينية على المقترحات و على أسس الحل لمواجهة التغول الاسرائيلي واستمرار سياسة الاستيطان الحالية. وصول الصقور من الساسة الإسرائيليين سيكون لو انعكاس شديد على القضية الفلسطينية أو ربما الاتجاه الأكثر نحو القسوة و استمرار الخيارات العسكرية الصماء والحروب ضد حركة حماس وضرب قطاع غزة ، بدلا من لغة المفاوضات التى ماتت بطبيعة الحال لعوامل إقليمية ودولية وأسباب داخلية للخلاف الفلسطيني الفلسطيني أيضا ينعكس سلبا على الموقف الفلسطيني بشكل عام لما تعرفه الساحة الفلسطينية من خلافات ومتغيرات بالرغم من انعقاد مصالحة فى الجزائر بين الفصائل لكن إلى الآن ليس هناك أي تصريح أو بيان بأن هناك امل فى توحيد الصفوف . لا يمكن أن نتجاهل أيضا أن ملف الفصائل الفلسطينية هو ملف مصري بامتياز وتتدخل فيه جمهورية مصر العربية منذ فترة طويلة ولا تريد لأطراف أخرى أن تلعب دور الوساطة فيه كما فعلت الجزائر الدخول فى ملف مصري . ولهذا فان التحول في السياسة الاسرائيلية وانتقال السلطة لليمين المتطرف يجب أن يقرا بشكل ذكى وفهم القضية بطريقة مختلفة وتوظيف آليات جديدة تتجاوز أسلوب المواجهة المباشرة، من خلال منطلقات جديدة تصب في اتجاه التطوير الاقتصادي وايضا الاستفادة من التكنولوجيا العالمية ومما تحققه إسرائيل من سبق فى هذا المجال وان التفكير بشكل مختلف سوف ينعكس خاص فى وجود اتفاقية ابراهام ولهذا يجب التفكير بشكل مختلف مع إسرائيل بغض النظر عن من سيحكم إسرائيل وبغض النظر عن التحول من الحزب العمال إلى الليكود.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.