كتب: محمود القاضى محرر صحفي بجريدة الأنباء 24 الكندية العربية.
كان بين ايدينا ومن حولنا فنان عظيم يدعى حسن الشرق حيث انه كان من اعظم الفنانين فى الرسم الشعبى منذ صغره حيث انه بدأ مثيرته الفنيه وهو فى العشرون من عمره عن طريق صدفه مع احد المشجعين له على هذا الفن والذى يدعى الاستاذ فتحى مش الذى كان يعمل رئيسا لمصنع يعمل به الفنان حسن الشرق وهو صبى لكى يستطيع تحمل مسؤليه الانفاق على نفسه وعلى اهله حيث انه كان يعشق فن الرسم الشعبى منذ صغره وقال الستاذ فتحى انه عندما كان يعمل فى مصنعه على احدى المكينات جاءه نبأ من احد العمال انه يوجد صبى داخل المصنع لا يتقن عمله على اكمل وجه وانه يترك الماكينه ويستريح بجانبها لكى يقضى ورديته اليوميه فقال إنى ذهبت مسرعا فرأيته يرسم باحدى الأدوات الحديديه المدببه على عازل الماكينه وادهشنى فنه واذهلنى آداءه فى فن الرسم الشعبى حيث أنه كات يعبر مابداخله من فكر وتصورات وخيال فى هذه الرسمه فكنت اطاول معه الحديث لكى ادقق فى الرسمه التى رسمها هذا الفنان المبدع فتظاهرت انى غاضبا امام عمال المصنع وكنت اتكلم معه بصوت عال وحاد كى لا احد يقلده ويترك الماكينه فقلت له فى غضب احضر الى مكتبى فورا ولما جاء الى مكتبى قلت له حسن قابلنى على كورنيش النيل ضرورى جدا فإنه كان شخصيه تلتزم بموعيدها وبالفعل انتظرنى عند المكان الذى اخبرته به وقلت له انت فنان يا حسن انا سوف اكلم لك مجمع مراسم المنيا وتذهب الى هناك لكى تنمى هذه الموهبه التى انعم الله عليك بها وإنى امتلك اصدقاء فى هذه المراسم فقال لى حسن انى لا اريد ان انميها وانى ارسمها لنفسى فقط لا اريد ان اعرضها على الآخرين وكل ما اريده ان اكون قادرا على تحمل مسؤليه الانفاق على نفسى وعلى بيتى فقلت له لا يا حسن انت رسمك جميل جدا وسوف تنمى هذه الموهبه ومكثت احدثه حتى وافق بأن يأخذ برأيى ويذهب الى مجمع المراسم بالمنيا لكى يعرض عليهم اعماله وقلت له ارسم واعطنى اعمالك لكى اشاهدها فوافق على ذلك بعد صراع طويل من التحدث فكان يرسم وياتى كل يوم الى هذا المكان ويعطينى أعماله كى أراها وأنا كنت اقيمها واعطيها له كى اشجعه على رسم الاحسن والارقى ،وتحدثت مع اصدقائي فى مجمع مراسم المنيا كى يأتى إليهم هذا الفنان المبدع حسن الشرق ولم يصدقوا ما حدثتهم به من أعماله فقالوا لى نحن نتظره وجاء حسن الشرق الى المراسم وابدع امامهم فى رسوماته الشعبيه وأزهلوا من رسوماته وقالوا إنه حقا فنانا مبدعا ونحن نحتاجه معنا فظل يرسم ويعرض أعماله حتى درست أعماله فى كليه الفنون الجميله وكان من الطلاب من يقوم بعمل درسات عليا ودكتوراه فى هذا الرسم الشعبى الأصيل الذى يخرج من القلب على الورق وقال الأستاذ فتحى أن حسن كان عندما يضع القلم على الورقه لا يرفع يداه الى وهو منتهى من الرسمه التى يرسمها وانه كان بدرجه عميدا لكليه الفنون الجميله رغم أنه لم يحصل على شهاده ،ثم اختفى لفتره طويله تتراوح تسع سنوات ثم قابلته صدفه وهو ينتظر وسيله مواصلات ورأيت الورق فى جيبه وقلت له حسن ما سبب اختفاءك هذه المده الطويله قال لى أن والده كان مريض ولا يستطيع ان يترك البيت وحده فعاد لفنه المتألق ورغم انه كان يرسم رسما بسيطا الا انه كان مبدعا لانه كان يعبر عما بداخله حيث انه زار بلادا كثيره داخل مصر وخارجها وحضر مؤتمرات عن فنه ولوحاته وعلقت اعماله فى المتحف الفرنسي وفى يوم غاب الفنان حسن الشرق فقمت بالاتصال به تليفونيا فقال لى اعزرنى عن المجئ لأ زوجتى مريضه ولم استطيع ان آتى اليك وبعدها بيومين افزعنى خبر وفاته وكنت غير مصدقا هذا الخبر الذى جاءنى كالصاعقه لأنى افتقدت فنانا عظيما وكان مهذبا وهذا اليوم كان موافق ٢٣من نوفمبر عام ٢٠٢٢ افتقد العالم بأكمله الفنان حسن الشرق.