اللواء رضا يعقوب خلال متابعته نمو وإزدهار الإرهاب الدولى نتيجة أفعال الكيان الغاصب العبرى الصهيونى اليهودى على قطاع غزه رصد.
تنامى خطر الإرهاب فى أوروبا يثير قلق الأجهزة الأمنية ويدفعها لإتخاذ إجراءات وخطوات إستباقية، فما حجم هذا التهديد الإرهابى؟ ما سبب تنامى خطر الإرهاب ومن أين يأتى؟ وكيف سيكون الوضع فى عام 2024؟
من جانبه قال محمود عباس إن حجم الدمار فى قطاع غزة غير ملامح المدينة وطمسها، كما لفت النظر الى ما يجري فى الضفة الغربية من تصعيد وحذر أن الضفة الغربية قد تنفجر بسبب العنف مما قد يؤدي الى إنهيارها فى أى لحظة مؤكداً أن هذا بات قريبا. وفى ذات السياق كان رون ديرمر، عضو مجلس الوزراء الحربى الصهيونى وسفير الكيان الغاصب السابق لدى الولايات المتحدة، وصل الى البيت الأبيض، بعد ظهر الثلاثاء، وغادره بعد أكثر من 4 ساعات، والتقى بوزير الخارجية أنتونى بلينكن ومستشار الأمن القومى جيك سوليفان بشأن تطوير الخناق على قطاع غزه، وزعم البيت الأبيض، للصحفيين، الأسبوع الماضى، إن ا أكدت للولايات المتحدة أنها “ستنتقل الى عمليات أقل كثافة” على الرغم من أن الإدارة الأمريكية لم تضع جدولاً زمنياً محدداً لهذه العملية.
هل تنذر حرب غزة بموجة جديدة من التطرف فى الشرق الأوسط؟ تلاشى إحتمالات تطبيع العلاقات بين الكيان الغاصب الصهيونى والدول العربية مع تزايد الغضب الشعبى ضد القصف الصهيونى لغزة، فهل يهدد ذلك باندلاع موجة من التطرف في الشرق الأوسط؟
قبل أيام، أعرب المخرج الفلسطينى عمر رمال عن خيبة أمله بشكل جلى تجاه “العالم الغربى” فى منشور على صفحته عبر “انستغرام”، قائلاً: “لم أعد أحب أن أتحدث لغتهم أو أشاهد أفلامهم وإنتاجهم السينمائى ولا أغانيهم أو أتابع مشاهيرهم” وأضاف المخرج الذى يتابعه قرابة 800 الف شخص على انستغرام: “كلهم فى عينى سواء.. قلوبهم كالحجارة..ينظرون لى ولأمثالى على أننا دون البشر”
ولا يعكس الرأى الذى أعرب عنه رمال حالة إستثنائية إذ أن هناك الكثيرون فى الشرق الأوسط يشاركونه الرأي ذاته. ومنذ رد الفعل للمقاومه الفلسطينية على جرائم الكيان الغاصب الصهيونى فى السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضى، قامت الأخيرة بقصف قطاع غزة وشن عمليات برية ما أسفر عن مقتل قرابة عشرين الفاً بحسب السلطات الصحية التابعة لحماس فى غزة.
خلال الشهرين الماضيين، تسبب تدفق صور الضحايا والدمار التى تعكس ما آلت اليه الأوضاع فى غزة، فى حالة فزع، فيما يبدو أن حصيلة القتلى الآخذة فى الإرتفاع بدأت فى إحداث تغيرات فى الآراء بوتيرة سريعة فى الشرق الأوسط، بحسب شبكة “البارومتر العربى” البحثية، وقالت الشبكة إنها كانت تجرى إستطلاعاً للرأى خاص بتونس عندما وقع هجوم حماس فى السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضى، مضيفة أنها مضت فيه بالتزامن مع اشتداد القصف الصهيونى لقطاع غزة ليجد الباحثون أنه “فى غضون 20 يوماً فقط، تغيرت آراء التونسيين حول العالم بطريقة نادراً ما حصلت خلال السنوات الماضية”
ونشرت مجلة “فورين أفيرز” الأسبوع الماضى مقتطفات من نتائج الإستطلاع الذى كشف عن أن العبرية كانت أقل شعبية بين التونسيين مقارنة بأى وقت مضى، فيما طال الأمر أى دولة تدعم الكيان الغاصب مثل الولايات المتحدة وحتى السعودية التى كانت فى طريقها صوب التطبيع مع الكيان الغاصب.
ورغم أن نتائج الدراسة تخص تونس الا أن بعض تعليقات كبار السياسيين فى جميع أنحاء الشرق الأوسط تؤكد أن صدى هذه الآراء منتشراً على نطاق واسع فى المنطقة، ففى منتصف الشهر الماضى، قال العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى أثناء إجتماعه مع مسئولين من الإتحاد الأوروبى إن الصراع فى غزة سوف يغذى التطرف فى المنطقة لعقود.
وقبل بضعة أيام، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى” عن وزير خارجية إحدى البلدان العربية قوله إنه يشعر بالقلق حيال تأثير الصراع على الأوساط الشابة فى بلاده، مضيفاً “إنهم يشاهدون ما يحدث فى غزة على شاشات التلفاز وينتابهم شعور بالغضب المتزايد”
ونقلت مجلة “نيولاينز” الأمريكية عن رئيس منظمة فى الأردن تُعنى ببناء السلام قوله: “نعلم من جميع أبحاثنا أن العدالة وتصور العدالة تعد المحرك الرئيسى للتطرف”.
بدوره، قال الصحفى المصرى حسام الحملاوى إنه يعتقد بوجود مشاعر مماثلة حيث دعم ألمانيا غير المشروط للعدوان العبرى المستمر على غزة جعل المصريين أكثر غضباً” قال: “شعرت الشعوب سواء فى مصر والدول العربية الأخرى بالصدمة عندما رأوا الشرطة فى برلين تقوم على ما يبدو بتفتيش وتنميط يستهدف العرب فى الشوارع وتقمع المظاهرات – كما لو أن (ألمانيا) دولة ديكتاتورية غير غربية”
وإزاء ذلك، يطرح مختصون تساؤلات حيال تأثير ذلك على المدى الطويل خاصة وأن إستطلاعات الرأى تظهر بانتظام أن القضية الفلسطينية مازالت محورية فى الشرق الأوسط حتى قبل السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضى، ويشير أحدث إستطلاعات الرأى الى أن الشعوب العربية كانت دائماً أقل حماساً الى حد كبير حيال تطبيع العلاقات بين الكيان الغاصب وحكوماتهم.
بدورها، قالت سلمى الشامى، مديرة قسم الأبحاث فى مشروع (الباروميتر العربى) “لا يوجد نظام حتى لو كان غير ديمقراطى يعد معزولاً تماماً عن المساءلة العامة” وفى مقابلة مع DW، أضافت “رغم أن الرأى العام قد لا يشكل نفس القدر من التأثير فى الدول غير الديمقراطية، الا أنه يثقل كاهل الأنظمة ويجعل الأمور أكثر كُلفة فى حالة إصرار هذه الانظمة على المضى قدماً فى سياسات تعارضها شعوبها بشكل واضح”
ويرى مراقبون أنه فى ضوء ذلك فإنه من غير المرجح أن تتعرض القضية الفلسطينية للتهميش. وكشف إستطلاع الرأى الذى أجرته شبكة “الباروميتر العربى” عن أن التونسيين قد كونوا أراءً أكثر إيجابية تجاه الحكومة الإيرانية التى تعد من أقوى الداعمين لحركة حماس.
وكشفت إستطلاعات للرأى أجرتها فى السابق شبكة “الباروميتر العربى” عن أن المشاركين كانوا أكثر ميلاً الى نبذ إستخدام العنف لخدمة أجندات سياسية، غير أن ذلك طرأ على تغيير كما كشف
إستطلاع الشبكة الأخير، وأظهر الإستطلاع أن ثلثى التونسيين قبل السابع من أكتوبر / تشرين الأول أيدوا حل الدولتين فيما لم يختر سوى ستة فى المائة من التونسيين فئة “الآخر” التى تشير الى المقاومة المسلحة ما يعنى ضمنياً أن أغلبية كبيرة كانت ضد المقاومة المسلحة.
بيد أنه عقب السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضى إرتفعت هذه النسبة من 6 بالمائة الى 36 بالمائة. وقال الباحثون إنه فى ضوء أن التونسيين بعيدون عن بؤرة الصراع، فإنهم لا يشكلون قلقاً كبيراً، لكن الأمر يمثل إشكالية كبيرة فى حالة تغير المواقف بنفس الطريقة فى بلدان الجوار الفلسطينى، فيما لازال الغموض يكتنف إحتمالية أن تؤدى هذه التغييرات فى المواقف الى موجة من التطرف العنيف أو أعمال إرهابية قد تقع فى أوروبا أو الولايات المتحدة.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، أعربت مفوضة الشئون الداخلية فى الإتحاد الأوروبى يلفا يوهانسون عن قلقها إزاء مخاطر وقوع هجمات إرهابية فى بلدان التكتّل، مضيفة “مع الحرب الدائرة بين الكيان الغاصب وحماس والإستقطاب الذى تسبّبه فى مجتمعاتنا، ومع قرب حلول فترة العطل، فإن مخاطر وقوع هجمات إرهابية فى الإتحاد الأوروبى هائلة. لقد شهدنا ذلك مؤخراً فى باريس وللأسف شاهدناه قبل ذلك أيضاً”
وتسبب الصراع فى غزة فى حدوث إنقسامات فى مشاعر شعوب الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فضلاً عن تزايد الخطابات العنصرية المعادية للسامية والإسلام.
وفيما يتعلق بحماس، يقول خبراء إنه من غير المرجح أن تشن الحركة أعمالا إرهابية فى أوروبا، وفى ذلك، كشفت المكتبة الإفتراضية اليهودية وجهاز الإستخبارات الوطنى الأمريكى عن أن حماس لم ترتكب أى أعمال إرهابية خارج الأراضى الفلسطينية المحتلة.