اللواء رضا يعقوب خلال متابعتة فشل مجلس الأمن وقف إطلاق نار الكيان الغاصب العبرى الصهيونى على قطاع غزه وإستخدام الولايات المتحدة النقض (فيتو)
تدور معارك عنيفة داخل أكبر مدن قطاع غزة وفى محيطها، قبيل تصويت لمجلس الأمن الدولى فى مسعى إستثنائى على مشروع قرار لوقف إطلاق النار. وطالب أمين عام الأمم المتحدة بإعلان وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى إعلان وقف إطلاق نار فى غزة لأسباب إنسانية. وقال إنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين فى غزة وإنه لا يوجد مكان آمن فى القطاع. جاءت تصريحاته قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مطلب وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية فى الحرب بين الصهاينة وحركة حماس. وأضاف غوتيريش- واصفاً رد الفعل الفلسطينى على إنتهاكات الكيان الغاصب على المقدسات الدينية وأهل فلسطين والإستيلاء على أراضيهم-: الوحشية التى إرتكبتها حماس لا يمكن أبدا أن تبرر “العقاب الجماعى للشعب الفلسطينى”
من جانبها، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحكومة الصهيونية بتعزيز جهودها لحماية المدنيين فى قطاع غزة. وعلى هامش مؤتمر المناخ العالمى “كوب 28” فى مدينة دبى الإماراتية، قالت بيربوك: “ننتظر أن تعدل العبرية من نهجها من أجل تخفيف معاناة المدنيين وأن تسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وبالذات فى شمال القطاع أيضاً وأن تمضى على الصعيد العسكرى بتحديد أكثر للأهداف وأن تقلل عدد الضحايا المدنيين الذين تغامر بإيقاعهم” وأضافت الوزيرة بالقول إن “الحرب على حماس وليست على الفلسطينيين الأبرياء”
واشنطن ترفض مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار فى غزة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو الى “وقف إنسانى فورى لإطلاق النار” فى غزة، رغم ضغوط الأمين العام للأمم المتحدة، الذى ندد “بالعقاب الجماعى” الذي يتعرض له الفلسطينيون.
إستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى لطلب وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية فى الحرب الجارية بين الكيان الغاصب وحركة حماس فى غزة، فى وقت متأخر من ليل الجمعة (الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023). وصوّتت 13 من الدول الـ 15 الأعضاء فى المجلس لصالح مشروع القرار، مقابل معارضة الولايات المتحدة وإمتناع المملكة المتحدة عن التصويت على النص الذى طرحته الإمارات العربية المتحدة، وعقدت الجلسة بعد لجوء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة التى تتيح له “لفت إنتباه” المجلس الى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر” فى أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
وطرح محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، سؤالاً على المجلس قائلاً “ما الرسالة التى نرسلها للفلسطينيين إذا لم نتمكن من التوحد خلف دعوة لوقف القصف المستمر على غزة؟”
وأكد الأميركيون، حلفاء الكيان الغاصب الصهيونى، مجدداً رفضهم وقف إطلاق النار. وقال نائب السفيرة الأميركية روبرت وود “نحن لا نؤيد الدعوات الى وقف فورى لإطلاق النار” وزعم “لن يؤدى ذلك الا الى زرع بذور حرب مستقبلية، لأن حماس ليس لديها رغبة فى سلام دائم” معرباً عن أسفه أيضاً لعدم إدانة هجمات حماس فى 7 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك ذلك بأنه “فشل أخلاقى” لم يفرق بين الفعل العدوانى على المقدسات والأرواح للكيان الغاصب العبرى وبين رد الفعل الفلسطينى.
من جهته قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور لمجلس الأمن إن نتيجة التصويت “كارثية” مضيفاً أن ملايين الأرواح الفلسطينية على المحك، كل فرد منهم يشعر بالذعر ويستحق الإنقاذ” واضعاً العالم أمام مسئوليته التاريخية. ولم يتحدث السفير الصهيونى جلعاد إردان أمام المجلس بعد التصويت، لكنه قال “وقف إطلاق النار لن يكون ممكنا بدون عودة جميع الرهائن وتدمير حماس”
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد إن بلادها إمتنعت عن التصويت بسبب عدم التنديد بحركة حماس، وزعمت أمام المجلس “على الكيان الغاصب أن يكون قادر على التصدي للتهديد الذى تشكله حماس وعليها أن تفعل ذلك بطريقة لا تخالف القانون الإنسانى الدولى حتى لا يتكرر أبداً مثل هذا الهجوم مجدداً”
وسلط مشروع القرار الضوء على “الوضع الكارثى فى قطاع غزة” وطالب “بوقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية” كما دعا النص المقتضب الى حماية المدنيين، والإفراج “الفورى وغير المشروط” عن جميع الرهائن و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية” وبرر غوتيريش صباح الجمعة تفعيله للمادة 99 من خلال التأكيد مجدداً على خطر “الإنهيار التام للنظام العام” فى قطاع غزة.
وقال الأمين العام “أدين بلا تحفظ هجمات حماس فى 7 من تشرين الأول/أكتوبر”، لكن “فى الوقت عينه، فإن الوحشية التى مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعى للشعب الفلسطينى” وأضاف غوتيريش “لقد روعتني الإتهامات بالعنف الجنسى” بينما ستقوم الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسى فى حالات النزاع براميلا باتن بزيارة رسمية الى الأرض المحتلة بشأن هذه القضية، لكن الأمين العام أضاف أنه “فى حين أن إطلاق حماس الصواريخ تجاه الأرض المحتلة من دون تمييز، وإستخدام المدنيين دروعاً بشرية هى إنتهاكات لقانون الحرب، لا يعفى هذا التصرف الصهاينة من إنتهاكاتها” وأضاف أمام المجلس “إن العالم والتاريخ يراقباننا. لقد حان وقت العمل”
ومشروع القرار هذا هو الخامس الذى يرفضه المجلس منذ بداية الحرب بين الصهاينة وحماس، فى ظل إنقسامه الى حد كبير منذ سنوات حول النزاع الصهيونى الفلسطينى.
وسبق أن أسقطت فى المجلس أربعة مشاريع فى الأسابيع التى تلت 7 تشرين الأول/أكتوبر، بسبب عدم وجود أصوات كافية، أو بسبب إعتراض روسيا والصين أو الولايات المتحدة، وقد خرج المجلس عن صمته فى منتصف تشرين الثانى/نوفمبر، ونجح فى تبنى قرار دعا الى “هجمات حماس فى 7 من تشرين الأول/أكتوبر” فى قطاع غزة، وليس “وقف إطلاق النار”
تحليلات اللواء رضا يعقوب حول قطاع غزه وإستخدام الولايات المتحدة النقض (فيتو)
رابط مختصر