بقلم/ أسماء أبو الحسن .
يُقال ان للسفر سبع فوائد ، لكن باعتقادي أن الأمر يتخطى ذاك العدد .
نحن و خلال أسفار كثيرة ، وجدنا أنفسنا أمام أمور عدة كانت غائبة عنا في خِضم أيامنا بما تحمله معها من أحداث تشهد عليها ندبات أرواحنا و نبضات قلوبنا .
في السفر نقترب أكثر من ذاتنا التي طالما بحثنا عنها دون جدوى ، قد نتأثر بمحيط يأخذنا لأبعاد يمكنها أن تقتلع جذورنا لتنزع معها مباديء تُخرج البعض ليرتدي ثوباً دون حقيقته ، ليصعد به إلى كل ما هو رديء ينأى به عن واقعه .
نصادف و نعامل و نرتبط بأشخاص منهم من يستحق الذكر ، و منهم من سقط قبل أن يوضع على درج التعريف ، فالحكم على الآخرين لا يجب أن تحكمه العجلة ، و لكنه واقع تسرده المواقف لتُظهر لما مكنون النفوس .
في السفر نواجه المصاعب و هي تُظهر لنا براثن الافتراس لأحلام رسمناها ببراءة طفولة كبرت
معنا .
يتجلى الصراع بمشوار الحياة ليوثق النجاح لمن صمد و وقف شامخا يصنع من مصاعبه سُلم يصعد به نحو مستقبل رسمه وحده دون أن يفرط بمبادئه و حلمه الذي راهنت الغربة على اغتياله ولم تستطع .
ليولد التحدى و الانتصار من رحم السفر ، و لتشهد غربتنا قرانا جديدا طرفيه هما ذاتنا و النجاح ، لتكن الغربة و السفر شهودا على قرانا جديدا بمشوار حياتنا .
” المقال الحائز على المركز الأول بالمسابقة الأدبية لمؤسسة سيدتي للتنمية المستدامة بالإسكندرية ” .