كتب / د. محمود حسين رئيس مركز سعود زايد للدراسات البحثية بمصر .
لا تزال قضية أربعة صحافيين يمنيين محكوم عليهم بالإعدام تمثل عنواناً بارزاً لوضع الصحافة في اليمن. فهي تعود إلى الأشهر الأولى من اندلاع الحرب في 2015، لكن ملابساتها مستمرة حتى اليوم، وهي بطبيعة الحال لا تدعو إلى التفاؤل.
في النصف الأول من شباط /فبراير 2022 أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين عن إطلاق حملة عالمية لإنقاذ الصحافيين الأربعة، بعد سنوات من البيانات والمناشدات التي لم تلقَ أي استجابة.
الصحافيون الأربعة هم عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حمید، وتوفیق المنصوري، وقد اختطفوا في حزيران/يونيو 2015، من قبل السلطات التابعة لجماعة الحوثي في صنعاء، وفي نسيان/ أبريل 2020 جرت محاكمتهم بتهمة “الخيانة والتجسس لصالح دول معادية” وحُكِمَ عليهم بالإعدام.
مقالات ذات صلة
عن الاغتيالات في اليمن
دعا الاتحاد الدولي للصحافيين في حملته جميع المنظمات النقابية وكل الصحافيين والعاملين الإعلاميين في جميع أنحاء العالم للمشاركة في الضغط من أجل إسقاط أحكام الإعدام وإطلاق سراح الصحافيين. لكن بياناً لنقابة الصحافيين اليمنيين نشر في مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2022، أشار إلى “تعرض الصحافي توفيق المنصوري للتعذيب والضرب على رأسه حتى كُسرت جمجمته، كما تم نقله مع الصحافيين عبد الخالق عمران وحارث حميد إلى زنازين انفرادية”.
قد تسجل نقطة البدء في محنة الصحافة في اليمن من توقف معظم الصحف عن الصدور بعد حملات مصادرة واعتداءات على طواقمها مع بدء الحرب، قبل أن يتطور الأمر إلى نهب وإحراق مقراتها، ثم حجب مئات المنصات والمواقع الإلكترونية، وتعرض عشرات الصحافيين للقتل، والخطف، والاعتقال، والتعذيب. كما أن معظم الصحافيين فقدوا أعمالهم.
1400 انتهاك
بحسب تقرير نقابة الصحافيين، وصل عدد الانتهاكات التي ارتكبت بحق الصحافة والصحافيين في اليمن منذ بداية الحرب (أواخر أذار/مارس 2015) إلى 1400 انتهاك. وهي موزعة بين القتل والاغتيالات والخطف والإخفاء القسري والتعذيب وأحكام الإعدام وإغلاق الصحف وحجب المواقع الإلكترونية، وصولاً إلى قطع الراتب والتمييز في أماكن العمل والفصل التعسفي.
قتل 45 صحافياً منذ بداية الحرب بحسب تقرير آخر. 17 منها بيد جماعة الحوثيين بينما ارتكب “التحالف العربي” 14 اغتيالاً، وسجلت 12واقعة ضد مجهول، وحالتان ضد جهات إرهابية.