إدارة الحوار: هـبه شـرقاوي محررة صحفية بجريدة أنباء 24 الكندية العربية ومصطفى بريقع فتحي محررصحفي بجريدة أنباء 24 الكندية العربية.
“ماضي توفيق الدقن ” هو أحد أبرز الناشطين في تطبيق حقوق الملكية الفكرية للاعمال المسرحية والفنانين.
هو مستشار قانوني يعمل في هذا مجال عمراً طويل، وهو ابن احد عمالقة الفن” توفيق الدقن”.
وهو احد مؤسس اول جمعية من نوعها لحماية وتحصيل حقوق فناني الأداء والمخرجين والمنتجين وجميع المهن المتعلقه بالصوت والصورة.
كان لجريدة”الأنباء 24 الكندية العربية” الحوار مع المستشار”ماضي توفيق الدقن” وقد بدأ حواره عن تاسيس جمعية “أبناء فناني مصر” وعن اهدافها، بصفته رئيس مجلس الإداره وهو أحد من ساهم في تأسيسها.
متى تم تأسيس جمعية أبناء فناني مصر ؟
تم تأسيس جمعية”أبناء فناني مصر” في عام 2017، وقد بداءنا بالتشاور نحن كأبناء فاني مصر وهذا بناء على توصية الدكتور “حسام لطفي” المستشار القانوني للجمعية واستاذ القانون المدني والمحامي بالنقض.
ماذا عن اختيار اسم الجميعه؟
كان هناك خلاف على اسم الجمعيه، فالبداية كان هناك اقتراح من الفنانين ونقابة الفنين ان يكون اسمها “فناني مصر” ولكن “مرت عمر الحريري” هي من اختارت هذا الاسم للجمعية وهو” أبناء فناني مصر” فكان هذا الاسم اشمل، وقد صمم شعار الجمعيه الاستاذ “محمد عبد الغني السيد” والحقيقه ليست انا من أساسا الجمعيه ولكن نخبه من أبناء الفنانين هم من قاموا بتأسيس هذه الجمعيه وأنا كنت أحد من ساهم في تأسيسها .
ما هو الهدف التي تم تأسيس الجمعيه لها ؟
في الواقع عندما تم تأسيس هذه الجمعيه لم يكن لها هدف واضح لكن كان هدفها ألاعظم هو التعريف بأبناء فنانين مصر، بعد ذلك كان الهدف هو حماية التراث المصري، ثم بعد ذلك بداءنا نفكر في “حقوق الملكيه الفكريه” وهي حق الأداء العلني والحقوق المتعلقه بالتجسيد، وهذا ليس حق مادى رغم أنه حق مشروع، فمن حق الفنان أن يأخذ مستحقاته وحق أدائه، ويحق له حماية أعماله من اى تشويه او تبديد على مر العصور.
هل يعتبر تأسيس الجمعيه وفاء وعرفان لذكرى والدك وتعريف ألأجيال به ؟
لا.. الجمعيه ليست خاصه بوالدي فقط لو كانت خاصه بوالدي لكنت سميتها جمعية”أصدقاء توفيق الدقن” لكن جمعية “أبناء فناني مصر”همها منذ البداية هو حماية التراث ونشر”حقوق الملكيه الفكريه” والجمعيه لم تنشأ لخدمة فنان واحد بل لكل فنانين مصر بعيدا عن أى أهداف فرديه.
كيف ترى الجدل حول الذكاء الاصطناعي خاصة مع الفنانين ؟
الذكاء الأصطناعي في حد ذاته هو تطوير جميل، أؤيد التطوير أينما وجد، بحيث لا يعتدى على حقوق احد.
هناك من يدعي أنه ليس هناك حمايه من القانون، ولكن هناك نص فالقانون ينص بمنع التحريف والتشويه وتعديل ألاداء.
مثال: انا أقوم بتلحين أغنيه للفنانه”أم كلثوم” ويتم أذاعة الاغنيه ولا يوضع اسم المؤدي”كوكب الشرق” واقول لا أتعدى على حقوقها.
أكد”ماضي” ان هذا تعدي على حقوق وتراث، اذا كانت هي متواجده الان في هذا الزمن كان يحق لها الرفض التعامل معي لاني استغل نبرة صوتها مثلا، خاصتا انها تعاونت مع الكبار مثل” القصبجي – بليغ – السنباطي” وغيرهم من العظماء.
ويجب على الدوله التدخل لحماية هذا التراث من العبث، وهذا رايي الشخصي ، ويجب أن نتبه على أهمية هذا التراث العظيم فما زال يحقق الرياده الفنيه حتى ألان.
والذكاء الأصطناعي أذا أطلق وحده يفسد الزمن ويجب أستخدامه في مكانه الصحيح ويجب ألابتعاد عن التراث المصري وعن العظماء فهم”سبائك ذهبيه”.
هل من حق المبدع أن يحصل على حقوقه أم تقتصر على مؤلفين العمل فقط ؟
هناك قانون يعطي المؤلفين والملحنين حقوقهم في 1982 دخلت مصر في معاهدات دوليه ملزمه تعلن حق المؤدي الممثل والمغني والعازف والمنشد والراقصه ولكن يجب أن يكون هناك مصنف سواء سمعي أو بصري البصري مثل السنيما والسمعي مثل الاذاعه الممثل يأخذ الحق إذا وجد المصنف أينما كانت جهة العرض الخاصه به، وهذا ما أصدره القانون عام 2005 بأن يتمتع مؤدي ألاداء بمستحقاته؛ والباب الثالث من هذا القانون يسمى بحق المؤلف والحقوق ألمجاوره، وأقول هنا بأنه حق المؤلف والمجاوره هنا واو عطف بأن حق المؤلف هو حق الجوار؛ وقد اطلق على كل أنتاج ذهني تأليف .
هل هناك مجهودات من الدوله أتجاه حقوق الملكيه الفكريه ؟
أكيد.. هذا أستحقاق دستوري متفق عليه في الدستور وقد أنشأت الدوله جهاز خاص لحماية حقوق الملكيه الفكريه الموجود حاليا وهذا الجهاز يؤثر ويظهر في العام القادم وقد وقعت الدوله معاهدات كثيرا لحمايه هذا الموضوع وقد ضم القانون الوضعي بعض القواعد المهمه في حقوق الملكيه الفكريه من واقع المعاهدات واصبحت نصوص فعلياً في صلب القانون، كما ان الدوله مهتمه جداً بهذه الحقوق والقانون ينص ان للفنان له حق أدبي وحق مادي.
متى تتساقط حقوق الملكيه الفكريه ؟
1_عند تنازل صاحب الاختراع عن حقوقه عليها دون الاخلال بحقوق الغير.
2_عند انقضاء مدة الحماية وفقا لنص المادة (9) من هذا القانون.
حقوق الملكيه الفكريه هي كأي حق دوري وكل حق ينقضي بمرور 5 سنوات.
ماذا لو حدث تشويه في العمل الفني قبل او بعد مرور 50عام ؟
50 عام هذه مظله أو حمايه أصدرها قانون الحق المادي، وبعد ذلك يصبح ملك الدوله فاذا حدث تحريف أو تشويه أو تعديل أو تلوين بغير أذن المؤلف أو المخرج وفنان ألاداء او الورثه.
وكان لجمعيه”أبناء فناني مصر” دور عندما حدث تلوين في مسرحية”مدرسة المشاغبين” وكان دور قاطع ولكن كنا الصوت الوحيد في مصر بل قاموا باللوم علينا بأن جمعية”أبناء فناني مصر” ليس بها كل أبناء فنانين مصر مع الرغم أن بها 90% من أبناء فنانين مصر، ولكن المسأله تحتاج الى ضوابط للتناول والمسانده من الجهات المسؤله عن الفن لأنها تترك الجمعيه تتحرك وبعد ذلك يصبح الأمر صدام، مع ان الجمعيه عليها رقابه من الجهاز المركزي للمحاسبات.
“ماضي”لم اطلب أي ماديات من اي جهات مسئوله وادافع أيضاً عن حقوق ماديه وأدبيه للفنانين هل هذا الشئ سئ؛ جمعية”أبناء فناني مصر” هي المتحدث الوحيد في نص صريح مع بروتوكول وتم ألامضاء عليه مع أتحاد النقابه الفنيه عام 2018 .
ما هو العائق الذي وأجهك في هذه القضيه ؟
الثقافه هي العائق الوحيد الذي واجهني ولذلك أول هدف موجود في لأحة الجمعيه نصر ثقافة حقوق الملكيه الفكريه في وسط أبناء فناني مصر ولكن بدأوا اليوم في جدال مع الجهات المسؤله عنهم بأن لهم حق ولم يأخذوه. فالثقافه والوعي هما أكبر عائق ثم ألآليات وكان قد تحدث ألاستاذ ” عبد الوارث عسر ” مع مدام ” ليله رستم ” في برنامج نجمك المفضل وفي آخر الحلقه وكانت من ضمن أمنياته في 1960.
هل ألاعلام سبب في عدم وجود الوعي ؟
لا.. هذا لا ينطبق على الاعلام بالمطلق، لكن ألاعلام يحب الترند فكان يجب على الفنانين المثقفين عدم السير الي هذا النوع من ألاعلام، مكانهم الحفلات والمؤتمرات والندوات هذا الطريق الصحيح، والجدير بالذكر بالفعل هذا يحدث ألآن ولكن ليس بما يكفي وهناك أنباء ساره سوف تعلن قريباً.
وفي نهايه هذا الجزء من الحوار قال المستشار”ماضي”
نحن تحدثنا عن “الملكية الفكرية”على أنها تخضع تحت حكم الدوله ولكن الحق ألادبي موجود وهناك من يقول بأن ألاستاذ “نجيب الريحاني” قد تنازل عن حقوقه وقد بحثنا مع”وزارة الثقافه والمركز القومي للمسرح” متحف مقتنيات في الزمالك هذا المتحف وجدنا به عقود قديمه للاستاذ “بشاره – نجيب الريحاني – حسين رياض” ولم نجد في هذا المتحف عقد به تنازل واحد، ولكن وجدنا بند يقول مع حفظ كافة الحقوق الدراميكيه والميكانيكيه المقصود بها حقوق ألاداء واللإنتاج، والتنازل عن أي حق لابد له من الوضوح، ليس فيه غموض ويكون وقت نشأته ولا يجوز أو قبل، ولم نجد اي تنازل لأنه لم يكن هناك أي حقوق لذلك هذا ورد في غير محله والقانون صدر لحماية المبدع؛ وليس المنتج وهناك ثلاث جهات تأخذ حق ألأداء العلني
( الجهات المنتجة – فنان الأداء – وجهات الإذاعة)
لماذا لم تتجه الى التمثيل كونك ابن فنان كبير ؟
بالنسبه لي”الفن لا يورث” ولكن مش تحت شرط ابن الفنان يكون فنان وكان هذا قراري بأني لم أكن فنان لان لدي اهداف اخرى.
هل فكرت في تقديم سيرة ذاتيه لوالدك الفنان” توفيق الدقن”؟
الحقيقه من الممكن.. لكن خوض مثل هذه التجارب يجب أن تكون بعمل منظم جيد محترم من كل الجوانب لأنه ممكن أن تهدهم أو تشوه تاريخ كبير إن لم تقام بإتقان.
متى يكون للفنان دور سلبي، وهل هناك دور سلبي وإجابي في الفن ؟
أكيد طبعا.. الفن له دور ايجابي وسلبي ومن المفترض أن يكون للأدوار الإجابيه الافضليه ولكن يتم تسليط الأضواء على ألادوار السلبيه ولذلك يتم هدم القيم واليوم يتم إعلاء من قيمة المال فقط ونزعت القيم الدينيه والروحيه والرياضيه والفنيه؛ القيم التي تحمل السمات الشخصيه للشعب المصري فهذا تخريب للمجتمع وتجعل نقطة لقاء ألآسره هو المال فهنا يموت الوفاء والمال لا يصنع الوفاء وهذا لن يحدث إلا إذا تدخلت الدوله في ألانتاج.
هل هناك أعمال قام بها الفنان “توفيق الدقن” غير الفن ؟
كان يساعد والده في النيابه الخاصه بمحافظة المنيا لان خطه خط عبقري لذلك اختير للكتابه في النيابه كان مميز لانه يكتب باليد اليسرى واليمنى وكان يعمل محاسب في معمل آلبان وكان يعمل بالسكه الحديد وكان لاعب كرة قدم فى نادى السكه الحديد ثم في المسرح القومي والتحق بمعهد الفنون المسرحي.
كم كان عمره عندما بدء الإلتحاق بالتمثيل ؟
كان عمره في نهاية 1920 كان عمره 25 عام وكان اول ظهور له فيلم “ظهور ألاسلام” في دور الخباب.
كيف كانت ذكريات توفيق الدقن مع نجوم زمانه ؟
المعروف عن”توفيق الدقن” أنه لم يكن إجتماعي، ولكن الاستاذ “فريد شوقي”
عرض عليه دور معه ومع أنور وجدي وقد اعطاه فيلم من ألافلام الجميله وهو فيلم “بورسعيد – سلطان – الفتوه” هؤلاء الثلاثه من انتاج فريد شوقي ، وظلت علاقته بألاستاذ “فريد شوقي” قويه حتى توفاه الله و “رشدي أباظا” و “محمود المليجي.”
ماذا عن لقائه بالفنان نجيب الريحان ؟
أنا طبعاً لم ارى ولكن سمعت أن أول لقاء لهما كان في المعهد وعند أختبار الأداء قال ساخرا” وايه الدقن دي” ليرد والدى بنفس الطريقه”وايه الريحانى دي” ولهاذا لم يجتاز الإختبار، كان والدى لا يسكت لمن يتجاوز مهما كانت شخصيته.
من كان ألاقرب الى والدك من جيل زمانه ؟
كان الاقرب هو ألاستاذ فريد شوقي – رشدي أباظا – محمود المليجي – عبدالمنعم أبراهيم – سميحه أيوب – وسناء جميل.
هؤلاء هم من امن بموهبته سواء من الكتاب او ممن مثلوا معه جميعهم كانت تربطهم به علاقه جيده قويه.
ماذا عن الخلاف الذي دار بينه وبين المخرج يوسف شاهين ؟
هو لم يكن خلاف.. ولكن كان ألاستاذ “يوسف شاهين” كان له اسلوب معين فالتمثيل ولكن في منتصف السبعينات أستعان “يوسف شاهين” “بتوفيق الدقن” في عمل العقول المتحجره والمتاجره بالدين في فيلم “الأرض” كان الدور المسنود إليه رجل يغتصب فلاحه ولكن هناك جرائه عند ألاستاذ “يوسف شاهين” لم تكن موجوده عند والدي وعند موعد التصوير لم يذهب والدي.
ظل هذا الخصام قرابة الـ15 عام حتى جسد شخصية والد يسرا في”اسكندريه ليه.
ما هي الجوائز التي حصل عليها الفنان توفيق الدقن ؟
حصل على وسام العلوم والفنون من الرئيس “جمال عبد الناصر” عام 1964 ووسام الجداره وشهادة الجداره من الرئيس “السادات” وهناك العديد من الاوسمه وهناك أوسمه من المهرجان المصري الدوره الثانيه وأوسمه من أذاعه الدول العربيه.
هل كان يؤدي ادوار غنائيه ؟
لا لم يؤدي أدوارغنائيه ولم يغني قط ولكن كان يرى ان الصوت هو أحد أدوات الممثل وكان يتميز بصوته وعندما تخرج من معهد الفنون المسرحيه تم أنشاء معهد الموسيقى المسرحيه ودرس به للعندليب “عبد الحليم حافظ” وكان يعمل بالاذاعه، الاغنيه الوحيده التي أداها هي اغنية “يا سماره”
هل هناك أدوار مهمه قدمها الفنان ؟
لم يكن هناك اي أدوارغير مهمه قدمها ولكن نقول بأن هناك دور قدمه وهو لم يحبه وهو دور “همبكه” في فيلم بنت الحته.
هل ترى أن هناك تقصير في تكريم الفنانين الراحلين ؟
الحقيقه ليست أنهم لا يريدوا رؤية الفنانين القدماء فقط بل هم لا يريدون سماع أي شئ يتعلق بهم.
هل يليق ان يصدر مهرجان مسرحي كبير يعلن عن دورته الجديده بأنه لن يكون هناك تكريم للنجوم الراحلين؟هل هذا يجوز.
ماذا عن مساهمتك بمقتنيات توفيق الدقن في المتحف المصري ؟
يرجع الفضل لمتحف مقتنيات رواد الفن، ولم اكن الوحيد من ساهم ولكن ابناء الجمعيه كلهم ايضاً ساهموا ومؤمنون بالموضوع وتجاوبوا مع وزارة الثقافه الممثله في المركز القومي للمسرح برئاسة الفنان القادير “ياسر صادق” وأغلب أبناء الفنانين تجاوبوا وكنا نأمل في تطوير المشروع ؛ ولكن تفاجئنا بإنا الموضوع متجمد ولم يكن الموضوع المتفق عليه في الوزارة والجمعيه قادره على حماية مقتنيات هؤلاء الفنانين وإلم تتحرك الوزارة والمجلس القومي للمسرح بإيجابيه نحو تفعيل المتحف لهذه المقتنيات سوف يكون للجمعيه تصرف آخر؛ ولم نقوم بتأسيس الجمعيه للاصتدام مع أحد بل للتوافق.
هل هناك تأثير سلبي من ناحية السوشيال ميديا نحو الفنانين الراحلين ؟
أكيد طبعا هناك أستغلال وتصيد وتشويه النجوم وعمل ترند عليهم وهذا أنتهاك لحقوق الملكيه، والسبب في انتشار هذا هو السكوت على أستحقاق هذه الحقوق المواجه وتم أتخاذ إجراءات مهمه في الفترة ألآخيره وقمنا بتفعيل هذه ألآجراءات وأصبح للجمعيه أليه تخاطب الجهات الرسميه للعالم كله وسوف يكون هناك حدود فاصله في الفترة القادمه بعدم انتهاك هذه الحقوق.
ختاماً.. ماذا تتمنى للفن ؟
اتمنى للفن أن يكون له عيد كما كان، ويكرم فيه من يستحق التكريم ومن له أسهامات أيجابيه للفن واتمنى أن يكون للشباب مرجعيه لكي يكون لهم تاريخ وأن يرجع الفن للإسهام في بناء المجتمع.
