فى مآربه. بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا الَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).” 16 ،17 الجاثية”
اللواء رضا يعقوب يحلل فشل الكيان الغاصب الصهيونى العبرى فى مآربه ويرصد:
بأسلوب الطيش البين والهوى الجامح بعد العجز الواضح وعدم تحقيق الأهداف ورغم مرورها بـ”أحد أصعب الأيام منذ إندلاع الحرب”، أكد رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتانياهو أن العبرية ستمضى قدماً فى قتالها فى غزة حتى “تحقيق النصر المبين”، فيما زعم الجيش الصهيونى عن قتل “عشرات الإرهابيين” فى غزة، وزعم “باسم أبطالنا، من أجل حماية أرواحنا، لن نوقف القتال حتى تحقيق النصر المبين” وقال إن الجيش “يحقق فى المأساة” التى قتل فيها 21 جندياً عند إنهيار مبنيين بوسط غزة مما رفع إجمالى القتلى من الجنود الصهيونيين فى يوم واحد الى 24، وأكد نتانياهو أن الجيش “يحقق فى المأساة وسنتعلم منها لحماية أرواح الجنود”
الجيش الصهيونى يتكبد أكبر خسائر منذ بدء الهجوم البرى فى غزة، وحزب الله يعلن إستهداف مقر عسكرى صهيونى بالقرب من الحدود مع لبنان، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، تنفيذ “عملية مركبة” شرق مخيم المغازى، حيث إستهدفت بقذيفة مضادة للأفراد، منزلاً تحصنت فيه قوة هندسة صهيونية أدت لإنفجار الذخائر والعتاد الهندسى الذى كان بحوزتها ونسف المنزل بشكل كامل، كما أشارت كتائب القسام الى أن عناصرها دمروا دبابة “ميركفاه” كانت تؤمن القوة بقذيفة “الياسين 105” وقاموا بتفجير حقل الغام ما أدى لسقوط قتلى وجرحى فى صفوف القوات الصهيونية.
قال مسئولان، لشبكة CNN، إن الصهيونية قدمت مقترحاً يقضى بمغادرة كبار قادة حركة “حماس” غزة كجزء من إتفاق أوسع لوقف إطلاق النار، فقد فشلت الصهيونية فى القبض على أو قتل أى من كبار قادة “حماس” فى غزة، على الرغم من حربها التى دامت 4 أشهر تقريباً فى غزة، وتركت نحو70% من قوة الحركة القتالية سليمة، وفقا للتقديرات الصهيونية. ورغم من أن تلك الخديعة ستوفر ممراً آمناً للخروج من غزة لكبار قادة “حماس” الذين نسقوا هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإن إستنزاف غزة من قادتها يمكن أن يضعف قبضة “حماس” على المنطقة التى مزقتها الحرب، بينما يسمح أيضا للغدر الصهيونى بمواصلة تعقب “الأهداف عالية القيمة” فى الخارج.
من جانب آخر مقتل 24 جندياً صهيونياً فى غزة وإقتراح جديد للهدنة، أعلن الجيش الصعيونى عن مقتل 24 جندياً فى أكبر حصيلة يومية للقتلى فى صفوف الجيش منذ أكتوبر الماضى، فى الوقت نفسه كشفت تقارير أمريكية عن تقاصيل إقتراح صهيونى للهدنة عبر الوسيطين المصرى والقطرى.
قال الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الصهيونى إن 21 جندياً قتلوا عندما أصابت قذيفة صاروخية دبابة كانت تحمى القوات الصهيونية.
أعلن الناطق باسم الجيش الصهيونى الثلاثاء 23 يناير/كانون الثانى 2024 أن 24 جندياً قتلوا الإثنين فى قطاع غزة فى أعلى حصيلة من الجانب الصهيونى منذ بدء الهجوم البرى على القطاع فى 27 تشرين الأول/أكتوبر. وقال الجنرال دانيال هاغاري فى تصريح صحفى متلفز إن غالبية هؤلاء الجنود قتلوا فى إنفجار صاروخ “ار بى جى” إستهدف دبابة ومبنى فخخه الجيش تمهيداً لهدمه فى جنوب قطاع غزة، وأضاف الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الصهيونى إن 24 جندياً قتلوا عندما أصابت قذيفة صاروخية دبابة كانت تحمى القوات الصهيونية، وبالتزامن مع ذلك، وقع إنفجار فى مبنيين من طابقين حيث زرعت القوات عبوات ناسفة بهدف تدمير المبنيين، وأدى الإنفجار الى سقوط المبنيين على الجنود الصهيونيين.
وقال هاغاري فى مؤتمر صحفى بالصباح الباكر “ما زلنا ندرس ونحقق فى تفاصيل الحادثة وأسباب الإنفجار” وأصدر رئيس الصهاينة إسحق هرتسوغ بيانا بشأن ما وصفه بأنه “صباح صعب لا يحتمل”
على صعيد متصل أفاد موقع أكسيوس الإخبارى الأمريكى الإثنين أنّ العبرية إقترحت على حماس، عبر الوسيطين القطرى والمصرى، هدنة لشهرين فى الحرب الدائرة بين الطرفين، وذلك مقابل إطلاق الحركة سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم فى قطاع غزة، ولا يعنى هذا الإقتراح نهاية الحرب فى القطاع، بل هدنة ثانية بعد تلك التى إستمرّت أسبوعاً وأتاحت إطلاق سراح حوالى مائة من الرهائن الذين إختطفتهم حماس من جنوب الأرض المحتلة خلال رد الفعل غير المسبوق فى السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ويومها أطلقت الحركة سراح هؤلاء الرهائن مقابل وقف الصهاينة إطلاق النار وإفراجها عن 240 سجيناً فلسطينياً.
وبحسب السلطات الصهيونية التى تتعرّض لضغوط شديدة من عائلات الرهائن للقبول بإتفاق تبادل جديد فإنّ 132 رهينة لا يزالون محتجزين فى قطاع غزة، 28 منهم يعتقد أنّهم ماتوا.
وينصّ الإقتراح الصهيونى، وفقاً لأكسيوس، على الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين فى غزة على مراحل، تشمل أولاها النساء المدنيات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، أما فى المراحل اللآحقة فيتمّ الإفراج عن النساء العسكريات ثم عن الرجال المدنيّين الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عاماً، ثم عن العسكريين الرجال، وأخيراً عن جثامين الرهائن.
وفى إطار الخطة يتعيّن على الصهاينة وحماس الإتّفاق مسبقاً على عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم مقابل كلّ رهينة يتمّ إطلاق سراحها، وذلك وفقاً للفئة التى تنتمى اليها هذه الرهينة، ومن ثم الإتفاق على أسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم، بحسب أكسيوس.
ولا تمثل هذه الخطة نهاية للحرب بين الصهاينة وحماس أو حتى حلاً سياسياً طويل الأمد، بل إعادة إنتشار للقوات الصهيونية خارج المدن الرئيسية فى القطاع الفلسطينى وعودة تدريجية لمئات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه.
ويأتي نشر أكسيوس لتفاصيل هذه الخطة فى الوقت الذى يزور فيه كبير مستشارى الرئيس الأميركى جو بايدن لشئون الشرق الأوسط بريت ماكغورك كلاً من مصر وقطر هذا الأسبوع، وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت الأحد إنّ الولايات المتحدة ومصر وقطر تحاول إقناع الصهيونية وحماس بالإتفاق على إطلاق سراح الرهائن خلال فترة 90 يوماً مقابل إنسحاب القوات الصهيونية من القطاع.