كراهية اليهود عالمية، خلال الأعوام القليلة السابقة عادت موجة كراهية اليهود بأوروبا مطالبتهم بالقتال بمفردهم ضد فلسطين، حتى بعد أكثر من خمسة وسبعين عاماً من إدعاءات الهولوكوست، أوغلت صدور بأوروبا الى كراهيتهم لليهود، خروج مارد معاد السامية للوجود حالة ذهنية لا تقتصر على بلد واحد، حالة اليهودية العنصرية تجرى بمعابدهم ورياض أطفالهم، بسبب إرتباطهم بنظام يخالف مبادئ العالم، يهود هواة جمع المال، يعارض أغلب أهل أوروبا تعارض قيام دولة يهودية بأرض فلسطين العربية.
إعتقال المانيا أعضاء محتملين بحماس: ما حجم التهديد الإرهابى؟ أثار توقيف أربعة أشخاص فى المانيا وهولندا، يشتبه بانتمائهم لحماس وتخطيطهم لـ”إعتداءات محتملة على مؤسسات يهودية” الكثير من علامات الإستفهام. ما مدى خطورة حركة حماس على الأراضى الألمانية؟ وكيف تتعامل السلطات مع هذا الخطر؟
بعد مرور شهرين على رد فعل المقاومة الفلسطينية على الكيان الغاصب الصهيونى نتيجة رد الفعل لإعتداء الكيان على المقدسات الدينية وإغتصاب أراضى فلسطين وقتلهم، أصدر الإدعاء العام فى كل من المانيا وهولندا أوامر بإلقاء القبض على أربعة أعضاء مشتبه بانتمائهم حركة حماس.
وهناك شبهة كبيرة فى أن الرجال، الذين يتحدرون من لبنان ومصر وهولندا، خططوا لهجمات على مؤسسات يهودية فى أوروبا، وتم توجيه الإتهام لهم بالانتماء الى منظمة إرهابية أجنبية.
نفذ مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية (BKA) فى برلين عملية القبض على عبد الحميد، ومحمد، وإبراهيم.، بينما إعتقلت الشرطة الهولندية نزيه فى روتردام بناءً على مذكرة إعتقال أوروبية، بحسب بيان للمدعى العام الالمانى.
حسب البيان، فإن عبد الحميد منذ عام 2023 على أبعد تقدير، كلف من قبل حماس فى تحديد موقع مخبأ أسلحة مدفونة فى مكان ما فى المانيا، وفى أكتوبر/تشرين الأول، إنطلق عبد الحميد ومحمد ونزيه من برلين عدة مرات للبحث عن الأسلحة، وحسب البيان ساعدهم ابراهيم، وكان الهدف هو جلب الأسلحة الى برلين وإبقائها جاهزة لهجمات محتملة على المؤسسات اليهودية فى أوروبا.
وإذا ثبت صحة هذه الإدعاءات، فسيكون ذلك بمثابة إنذار بمستوى جديد من التهديد لفترة طويلة، كانت “هيئة حماية الدستور” (الإستخبارات الداخلية) تعتقد أن المانيا كانت مجرد ملاذ لحماس، ولم تذكر تقارير الهيئة حتى الآن سوى الأنشطة الدعائية وجمع التبرعات، ولهذا السبب تم حظر منظمتين مقربتين من حماس فى عامى 2002 و2005.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسى فيزر: “نضع المشهد الإسلاموى نصب أعيننا، وحماية اليهود هى أولويتنا القصوى، ونحن نستخدم كل الوسائل القانونية ضد أولئك الذين يهددون حياة اليهود ووجود دولة اليهود”
ويأتى توقيف المشتبه بهم منسجماً مع تحليل التهديد الذى قدمه رئيس “هيئة حماية الدستور”، توماس هالدينفانغ، فى نهاية تشرين الثانى/نوفمبر: “إننا نواجه فى الوقت الحالى حالة تهديد معقدة ومتوترة بسبب الأزمات المتوازية، تفاقمت الجرائم الوحشية التى ترتكبها حماس”
“هيئة حماية الدستور” هى جهاز الإستخبارات الداخلية فى المانيا، ومهمته فى المقام الأول جمع وتقييم المعلومات حول المخططات التى تتعارض مع النظام الأساسى (الدستور) الديمقراطى-الحر للجمهورية، تراقب الهيئة عدة مجموعات مختلفة، وتتابع التقاطعات بين المجموعات التى لا صلات بينها أو ذات الصلات المحدودة جداً بعضها ببعض: “معاداة السامية والعداء للكيان الغاصب هما عنصر رابط بين الإسلامويين والمتطرفين اليساريين واليمينيين من الألمان والأتراك، والمنظمات الفلسطينية المتطرفة” كما يقول توماس هالدينفانغ، وهو يلخص النتائج التى توصل اليها خبراؤه.
وتخشى “هيئة حماية الدستور” من أن يؤدى إتخاذ الصهاينة كعدو الى إحياء روابط قديمة، أو خلق صلات جديدة، بين بعض تلك الجهات المتطرفة، مما قد يؤدى الى تعاون أقوى بينها فى المستقبل. ولهذا السبب إتخذت المانيا إجراءات متزايدة ضد التحريض المناهض للصهيونية و معاداة السامية منذ إندلاع الحرب بين الكيان الغاصب وحركة حماس ، بما فى ذلك حظر أنشطة وجمعيات.
حسب تحليل “هيئة حماية الدستور”، تساهم الصور الرقمية على وسائل التواصل الإجتماعى، والتى تزيف فيها الأخبار أو يتم دس أخبار مزيفة فى بعضها، فى تأجيج العواطف، الأمر الذى قد يكون بمثابة عامل للتطرف، ويتفاقم الوضع مع سعى بعض الأطراف الخارجية الى إستغلال هذا المزاج أو تعزيزه لمصلحتها الخاصة، وتتوافق النتائج التى توصلت اليها “هيئة حماية الدستور” مع التقييمات التى أجراها مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالة (BKA)
ويعتقد توماس هالدينفانغ أن هناك إحتمالاً لمزيد من التصعيد: “لقد لاحظنا منذ بعض الوقت رغبة الإسلامويين المعلنة فى تنفيذ هجمات فى الغرب، مع تكرار التشديد على إمكانية وقوع هجوم فى أى وقت فى المانيا” ويبدو أن إعتقال أعضاء حماس الأربعة يؤكد مخاوف رئيس الهيئة. جد جديد نتيجة لحرب الشرق الأوسط: حيث ظهرت الدعوات الى الإغتيالات فى الطيف الجهادى، ما يشكل خطراً على الأشخاص العاطفيين للغاية، ويؤكد توماس هالدينفانغ أن “هذا يمكن أن يؤدى الى تطرف الجناة الذين يتصرفون بمفردهم ويهاجمون ‘الأهداف السهلة’ بوسائل بسيطة، إن الخطر حقيقى وأعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة” ترفع وتردد شعارات معادية للسامية فى مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين فى المانيا ترفع وتردد شعارات معادية للسامية فى مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين فى المانيا، وتشهد المانيا مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطينى، تحدث فى بعضها أعمال عنف، وتردد فيها شعارات مناهضة للصهيونية، وتلاحظ “هيئة حماية الدستور” (الإستخبارات الداخلية) تزايد معاداة السامية على وسائل التواصل الإجتماعى، وتقول الهيئة إنه يتم تصوير المسلمين والفلسطينيين فى المقام الأول على أنهم ضحايا الغرب.
وفى الوقت نفسه، يجرى التأكيد على أن غالبية المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين ليست متطرفة، ومع ذلك لم يتم التصدى لرسائل الكراهية، مما أدى فى بعض الأحيان الى تأجيج المشاعر فى تلك التظاهرات وتطرفها وتصعيد الوضع الأمنى، ويقول رئيس “هيئة حماية الدستور”، توماس هالدينفانغ، إن السلطات الأمنية تهتم وتراقب جميع عوامل التطرف والسيناريوهات المحتملة: “إننا نعمل جاهدين لإحباط المخططات المحتملة التى من شأنها أن تنتهك سلامة اليهود والمؤسسات اللصهونية، ولكن الفعاليات الكبرى فى البلاد”