كتبت فاطمة ابراهيم محرره صحفيه بجريدة الأنباء 24 الكنديه العالميه
يعيش اكثر من مليار شخص حول العالم في مستوطنات عشوائية تتواجد داخل المدن والتي يطلق عليها العشوائيات, وهي عبارة عن أبنيه غير واضحة المعالم مبنيه بطرق غير منتظمه دون ترخيص , تفتقد لأقل مقومات الحياة الطبيعيه , تحيطها اكوام من الأتربه والحجارة , ويزدحم سكانها في مساحات صغيرة , تفتقر الى الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء , والسكان الذين يسكنونها لا يملكون حق حيازة الارض , وتُعرف في مصر باسم العشش .
يرفض بعض الباحثين استخدام مصطلح ” العشوائيات ” لما يحمله من معاني خطرة ومدلولات سيئة , فترتبط سمعة تلك المناطق بالاعمال غير القانونية وتجارة المخدرات وغيرها , واصبح لفظ عشوائيات يستخدم في سخرية دول العالم الجديد من الدول التي تنتشر فيها هذه الظاهره , برغم عدم خلو الأولى منها , فظهور العشوائيات ليس مرتبطاً فقط بالازدهار الاقتصادي للدولة وإلا لم نكن سنرى العشوائيات في الصين يخرج منها فيروس كورونا , ولا في حواري أمريكا حيث أعمال الشغب , ولكن لها عدة اسباب اخرى نسردها فيما يلي :
النمو السكاني
واحده من اهم وأبرز اسباب ظهور العشوائيات الا وهي الزياده السكانيه , فلا تتسع المساحات المبنيه والمرخصه من الدولة لعدد افرادها, خاصة ان اعداد البشر في تزايد مستمر فقد سجل كوكب الأرض هذا العام 8 مليار نسمه يعيشون على سطحه , وتعتبر هجرة السكان من الريف إلى الحضر احد عوامل انتشار العشوائيات , وتحدث هذه الهجرة نتيجه تغيرات بيئية , أو كوارث طبيعيه , ورغبة في البحث عن فرص عمل وتحقيق مستوى معيشي افضل مما هو موجود في الريف
سوء التخطيط العمراني
ارتفاع أجور المساكن , وتكاليف الإيجار خصوصاً مع الأزمة الاقتصاديه وغلاء الأسعار أدى الى ظهور ظروف معيشية صعبه , فلا يصبح الأفراد قادرين على سد تكاليف السكن بل وأيضا عدم القدرة على توفير الاحتياجات الاساسية البسيطة .
التطوير البطئ للقرى
وجود خلل في المرافق الأساسية من ماء وكهرباء وصرف صحي وغيرها من القرى والأرياف يجبر الناس على الهجرة الى المدينه مما يؤدي الى زياده الضغط على المناطق الحضارية , إضافة الى توافر أغلب الخدمات وفرص العمل الجيده في المدن مما يعمل على حدوث خلل في توزيع السكان وإقبال اهل الريف بخاصة الشباب على الرحيل الى المدن .
في 2008 وبعد حادث سقوط صخرة الدويقة على سكان الحي تم تأسيس صندوق تطوير العشوائيات بقرار رئاسي يتبع صندوق مجلس الوزراء , وفي العام نفسه خرج قانون البناء الموحد , وقامت السلطات بتقسيم المناطق العشوائية الى ثلاث تصنيفات , مناطق خطرة وغير آمنة ومناطق غير مخططه , ومناطق غير صحيه .
مع ظهور مبادرة حياة كريمة لتطوير القرى , ومع بناء المناطق السكنيه الجديده التي تستوعب العشوائيات الغير آمنه , سُمي عام 2021 بعام انتهاء العشوائيات في مصر , فبإستثناء مثلث ماسبيرو الواقع خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون في وسط القاهرة فقد نشرت صحيفة الاندبدنت العربية تغير مشهد المحروسة ليقل عدد العشوائيات بها الى حد الفناء .
سعت دول مختلفه الى حل مشكلة العشوائيات عن طريق التوسع في البنايات الضخمه التي تستوعب عدد اكبر من السكان بتكلفه اقل مع توفير الخدمات الاساسية لهم , فرأينا ناطحات السحاب , والعمارات السكنيه الكبيره ذات الغرف المتعدده , ولكن التوسع المعماري ليس هو الحل الوحيد , حيث تظهر مشكلة جديده وهي ازدحام الطرق , وتكدس المواصلات العامه , البعض يرى ان بناء مساكن تحت الماء أو في الصحراء هو الحل الامثل لتلك المشاكل , يرى آخرون ان مشروع انتقال البشر الى الفضاء وبخاصة المريخ سيكون مثل ورقة الجوكر للبشرية , كلها حلول مطروحه في الساحه , ولكن ألا يكون توفير فرص عمل في الريف بنفس قدر توافرها في المدن هو الحل الأمثل ؟ وسعي كبرى الشركات لتوسيع فروعها في البلد الواحد بدلا من السعي في توسيع المساكن ؟ ….