بسم الله الرحمن الرحيم
( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) ” البقرة190″
اللواء رضا يعقوب يحلل صراع البحر الأحمر فرصد:
ضربات جوية أمريكية – بريطانية تستهدف مناطق يسيطر عليها الحوثيون فى اليمن، وجماعة أنصار الله تقول إنها سترد، ما تداعيات تلك الضربات على الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديداً؟
تصعيد حاد بعد الهجمات حركة أنصار الله على السفن بالبحر الأحمر دعماً لقطاع غزه، وجه التحالف الأمريكى البريطانى ضربات من الجو والبحر على ستين هدفاً عسكرياً حوثى من البحر والجو إستخدمت صواريخ توماهوك الهجومية الأرضية تتميز بالدقة وتزن الف رطل، أطلقت من غواصة يو إس إس فلوريدا، وهى من أربعة غواصات موجهة بالطاقة النووية بالأسطول الأمريكى، وتتميز بعمل غير محدود تحت سطح البحر، كذلك سفينة أمريكية من طراز أرلى بيرك بإطلاق صواريخ توماهوك. أما الجانب البريطانى إستخدم مقاتلات تايفون، طائرات ذات طيار واحد محرك مزدوج، تحمل ذخائر ” بيفواى4″ يهدف هذا الهجوم تعطيل وإضعاف قوة الحويثيين، تم إستهداف خمس مراكز أساسية مطار الديلمى قرب صنعاء، مطار بمنطقة حجا، منطقة صعدا، منطقة الحديدة ومنطقة تعز. مناطق تصنيع الطائرات المسيرة، لكن ليس لهذه الهجمات تأثير كبير عسكرياً حيث تم توقع إستهداف هذه المراكز وأخذت الحيطة العسكرية.
إحتشد عشرات الآلاف من اليمنيين فى عدة مدن، تنديداً بالضربات الأمريكية البريطانية‘ وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات من الجو والبحر على أهداف عسكرية للحوثيين فى اليمن بعد إستهدافهم سفناً فى البحر الأحمر. أكد المجلس السياسى الأعلى التابع للحوثيين أن كل المصالح الأميركية والبريطانية صارت “أهدافاً مشروعة” لهم فى أعقاب الضربات التى شنتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية فى اليمن، وأكّد المجلس السياسى فى بيان نشر على وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن “ما تعرض له الوطن من إعتداء أميركى بريطانى غادر وسافر عدوان غير مشروع ولا مبرر … كل المصالح الأميركية البريطانية أصبحت أهدافاً مشروعة للقوات المسلحة اليمنية رداً على عدوانهم المباشر والمعلن على الجمهورية اليمنية” الحوثيون يطلقون صاروخاً مضاداً للسفن بعد الضربات الأمريكية
وجهت قوات أمريكية وبريطانية ضربة عسكرية الى قواعد تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية اليمنية، وذلك بعدما إستهدفها عدة سفن فى البحر الأحمر إدعت أنها كانت فى طريقها للصهاينة بالأرض الفلسطينية المحتلة أو تتبع شركات صهيونية.
وفيما توعدت الجماعة اليمنية وقالت إن الضربة لن تمر “دون رد ودون عقاب” ذكر المتحدث العسكرى بإسم الحركة أن القصف أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين وإصابة ستة آخرين، متوعداً بمواصلة منع مرور السفن التابعة أو المتجهة للصهاينة فى البحر الأحمر وبحر العرب.
من جانبها دعت السعودية الى ضبط النفس و”تجنب التصعيد” وقالت إنها تراقب الوضع بقلق بالغ، وقالت وزارة الخارجية السعودية فى بيان: “تؤكد المملكة على أهمية الحفاظ على أمن وإستقرار منطقة البحر الأحمر، حيث أن حرية الملاحة فيها مطلب دولى”
وأعربت مصر عن قلقها إزاء الغارات الجوية على مواقع باليمن، وجددت تحذيرها من مخاطر توسيع رقعة الصراع نتيجة إستمرار الحرب فى غزة، وأصدرت مصر بياناً دعت فيه الى “ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الإستقرار فى المنطقة، بما فى ذلك أمن الملاحة فى البحر الأحمر” وأكد البيان على “حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الإستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين”
على ماذا يعول الحوثيون فى تحديهم للتحالف الغربى؟ إستهدفت قوات الحوثى خلال الشهور الماضية عدة سفن فى البحر الأحمر بأسلحة مختلفة، الترسانة الحوثية المتنوعة أثارت قلقاً دولياً كما أثارت تساؤلات عن مصدرها، فما هى أهم أسلحة الحوثيين؟ ومن أين حصلوا عليها؟
وحذّر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثى، من أن الرد على أى هجوم أمريكى “لن يكون فقط بمستوى العملية التى نُفذت أخيراً” غداة تبنّيهم هجوماً بأكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخًاً فوق البحر الأحمر، تتحكم قوات الحوثى فى مساحات واسعة من اليمن، منها مواقع إستراتيجية على البحر الأحمر، ومن خلال أسلحة متنوعة، تسببت هجمات الحوثى البحرية خلال الأشهر الماضية فى قلق دولى على مسارات الملاحة فى المنطقة البحرية شديدة الحساسية، كما تأثرت أسعار شحن البضائع وإرتفعت قيمة التأمين على البضائع، فيما قررت شركات شحن دولية أخرى تغيير مسار سفنها الى طريق رأس الرجاء الصالح القديم والأطول، ما رفع أيضاً من تكلفة النقل وسط مخاوف متزايدة من تأثيرات ذلك على أسعار النفط عالمياً.
ومنذ منتصف تشرين الثانى/ نوفمبر، شنّ الحوثيون 26 هجوماً فى البحر الأحمر وفق الجيش الأمريكى، ما أدى الى تراجع حركة بواخر الشحن فى المنطقة بنسبة 70 % تقريباً، بحسب آمي دانيال، مؤسس ومدير شركة “ويندوارد” للإستشارات فى مجال النقل البحرى، أيضاً، يشير خبراء إستراتيجيون الى أن الطبيعة القاسية لليمن من جبال وتضاريس وعرة شكلت – ولا تزال تشكل – عائقاً كبيراً أمام استهداف أى قوات يمنية بضربات عسكرية مؤثرة.
ويشبه خبراء اليمن بفيتنام التى سقطت الولايات المتحدة فيها لسنوات، لكن السؤال الذى يطرح نفسه منذ فترة يتعلق بنوعية ومصادر الأسلحة التى مكنت الحوثيين من فرض سيطرتهم على المسار البحرى بين خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، وأيضاً طبيعة التحالفات الدولية والسياسية التى تستغل كذلك موقعاً إستراتيجياً شديد الأهمية فى المنطقة: يرى المحلل الأمريكى الدكتور جيمس هولمز، رئيس كرسى “جى سى ويلى” للإستراتيجية البحرية فى كلية الحرب البحرية وزميل بارز فى مركز بروت كرولاك للإبتكار وحرب المستقبل بجامعة مشاة البحرية الأمريكية، أن الحوثيين أطلقوا على سفينة شحن تجارية فى مناسبة واحدة على الأقل صاروخاً باليستيا مضاداً للسفن، وهو نوع من الأسلحة يمتلكه فقط – من الناحية الظاهرية – الجيش الصينى، وقال هولمز، فى تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية، إنه فى الثالث من الشهر الجارى، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، أن المسلحين الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن بإتجاه سفينة الشحن يونيتى إكسبلورر، التى ترفع علم البهاما ومملوكة للمملكة المتحدة، وأضاف أنه “يصعب للغاية التقليل من شأن المشروع الفنى العلمى لجماعة الحوثى، وهو “مشروع ضخم تقوم عليه جماعة أقرب الى دولة تدعمها إيران وهى عميل غير رسمى للصين” وتساءل: “هل تنشر بكين تكنولوجيا الصواريخ؟ وأجاب أنه من المؤكد أن الأمر يبدو كذلك، وسواء أكانت تقوم بذلك عن عمد أو عن غير عمد فهذه مسألة أخرى” وأوضح المحلل الأمريكى أنه يبدو من غير المحتمل أن يقوم المشرفون على الجيش الشعبى الصينى، من تلقاء أنفسهم، بنقل نظام سلاح بمثل هذه القوة لإيران، حيث أنه ربما يذهب الى ترسانات الحوثيين وغيرهم بحسب ميول إيران.
وفى حوار له مع موقع “إنسايدر”، قال بيتر ويزمان، أحد كبار الباحثين فى معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام SIPRI المتخصص فى مبيعات الأسلحة والشئون العسكرية، إن الحوثيين ومنذ فترة طويلة تمكنوا من إقناع جزء من القوات المسلحة بالإنضمام إليهم، وتمكنوا من السيطرة على جزء كبير من البلاد، بما فى ذلك الترسانة العسكرية التى كانت موجودة بالفعل من قبل، وأضاف أن هناك أيضاً مؤشرات على حصولهم على بعض الأسلحة من الخارج، وخاصة من إيران: “لسنا متأكدين تماماً من الكميات الموجودة هناك أو من يقف وراء ذلك، ولكن فى عدد من الحالات، تم إعتراض أسلحة مصنوعة فى إيران أو تحمل علامات إيرانية”
وفي تحقيق أجرته رويترز في أكتوبر/تشرين الأول 2016، تحدث مسئولون أمريكيون وغربيون وإيرانيون للوكالة أن إيران كثفت عمليات نقل الأسلحة الى الحوثيين، وأن الأسلحة شملت صواريخ وأسلحة خفيفة.
فى تحقيق أجرته رويترز عام 2016، تحدث مسئولون أمريكيون وغربيون وإيرانيون تكثيف إيران عمليات نقل الأسلحة الى الحوثيين، وقال المسئولون إن الكثير من أنشطة التهريب الأخيرة تمت عبر عمان المجاورة لليمن، بما فى ذلك عبر الطرق البرية التى تستفيد من الحدود التى يسهل إختراقها بين البلدين، فى الوقت الذى نفت فيه مسقط صحة هذه الأنباء، وقال دبلوماسى غربى مطلع على الصراع لرويترز إن “ما يجلبونه عبر عمان هو صواريخ مضادة للسفن ومتفجرات وأموال وأفراد”
وبحسب تقرير نشره موقع “ذا ناشيونال نيوز” فإن الجزء الأكبر من ترسانة الحوثيين اليوم يتكون من صواريخ بركان-3 القادرة على توجيه ضربات بعيدة المدى تصل الى 1200 كيلومتر، وصواريخ بدر بى-1 الأقصر مدى، والتى يصل مداها الى 150 كيلومتراً، وصواريخ فروج-7 التى تعود الى الحقبة السوفيتية، والتى يسميها الحوثيون زلزال، ويبلغ مداها 65 كيلومترا.
وأضاف الموقع أنه من المعروف أن الحوثيين يمتلكون عددًا من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وهى أسلحة حددها “المركز الأمريكى للحد من الأسلحة” ورجح أن مداها يتراوح بين الف كيلومتر و3 آلاف كيلومتر. وقال خبراء ومسئولون إن هذا لا يمكن أن يحدث الا بمساعدة خارجية.
ووفق موقع ذا ناشيونال، تُظهر العديد من التقارير، بما فى ذلك التحقيق الشامل الذى أجراه فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة فى عام 2020، روابط قوية بين برنامج الصواريخ الحوثى والأسلحة التى صممتها إيران وزودتها بها.
على جانب آخر، وصل زورق مسيّر مسلح إنطلق من اليمن الى مسافة “بضعة أميال” من البحرية الأمريكية والسفن التجارية فى البحر الأحمر قبل أن ينفجر فى الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثانى الجارى، وقال نائب الأدميرال براد كوبر، رئيس عمليات البحرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، إن هذه هى المرة الأولى التى يستخدم فيها الحوثيون “سفينة سطحية دون قائد (مسيرة)” منذ أن بدأت مضايقتهم للسفن التجارية فى البحر الأحمر بعد إندلاع الحرب فى غزة بحسب ما نقلت وكالة اسوشيتدبرس.
وقال فابيان هينز، خبير الصواريخ وزميل الأبحاث فى المعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية، إن الحوثيين إستخدموا هذه الزوارق سابقاً بإنتظام ضد السعودية فى شكل قوارب إنتحارية تنفجر عند الإصطدام، وقال هينز إنه من المحتمل أن يتم تجميع معظم المركبات البحرية التابعة للحوثيين ويتم تزويدها بمكونات مصنوعة فى إيران، مثل أنظمة التوجيه الآلية.
فى فبراير/ شباط 2019 إتهم مراقبو عقوبات الأمم المتحدة كوريا الشمالية بإنتهاك حظر الأسلحة الذى فرضته الأمم المتحدة ومحاولة بيع أسلحة الى الجماعات المسلحة فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك المتمردين الحوثيين فى اليمن، وقال الخبراء فى تقرير جديد لمجلس الأمن إن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية “لا تزال سليمة”
الحوثيون يطلقون صاروخاً مضاداً للسفن بعد الضربات الأمريكية
والبريطانية فى اليمن، وبايدن يؤكد أن واشنطن “سترد إذا واصل الحوثيون سلوكهم غير المقبول”
Short Link