كتب / عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم محرر صحفي بجريدة الأنباء 24 الكندية العربية
في الآونة الأخيرة ازداد الحديث عن النباتات الطبية وعن فوائدها وعن أهميتها وعن الأمراض التي تعالجها، ولكن في الجانب الأخر نجد البعض لا يؤمن بهذا ويعتقد بأن هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة.
لذا قررنا في جريدة الأنباء 24، أن نقوم بعمل استطلاع راي، ونأخذ رأي بعض الأشخاص لنعلم إن كانوا يفضلون التداوي بالنباتات الطبية حتي وإن كانت تستغرق وقتًا طويلاً لظهور النتائج، أم أنهم يفضلون التداوي بالأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية حتي وإن كان لها أعراض جانبية.
وكانت البداية مع بليغ حمدي المترجم، حيث قال أن الأدوية المُصنّعة مأخوذة من مواد طبيعية ولكن النسب هي التي تختلف، واختياري هو المسكنات والمضادات الحيوية، لأنني يهمني عنصر الوقت والسرعة.
وأكدت رقية مرسي، كول سنتر في الشركة المصريه للاتصالات، أنها تفضل التداوي بواسطة النباتات الطبية، ولكن بسبب الظروف المعيشية القاسية والألم الشديد في بعض الأحيان، قد نُدفع إلى اللجوء إلى المسكنات والمضادات الحيوية بهدف الحصول على نتائج سريعة.
بالإضافة إلى أن النباتات الطبية والطب البديل كان معروف جدًا و مُتبع في العصور القديمة، وكانت هناك تخصصات متخصصة في هذا المجال، بخلاف الوقت الحالي، والذين لا يمكننا أن نجد إلا عدد قليل جدًا من الأطباء الذين يقدمون خلطات معينة ليست بأسعار مرتفعة جدًا، وبكون الدافع وراء ذلك هو الربح فقط، دون وجود أساس علمي واضح.
وفي بعض الأحيان تكون الأدوية الكيميائية حلاً سريعًا لتخفيف الألم الشديد، خاصةً في الحالات الصعبة التي تستدعي راحة في السرير أو في حالات الأمراض التي تتطلب المزيد من الراحة، أو أيًا كان نوع المرض وأنت لديك عمل ضروري وتريد إنجازه من أجل متطلبات المعيشة، أو أنك بحاجة فعلية لتناول أدوية معينة لتتمكن من الوقوف على قدميك بعد حادث مفاجئ لا قدر الله.
ومع ذلك، في حالة الصداع أو البرد وما شابه ذلك، فإننا نعلم أن الأدوية الكيميائية تؤثر على الكلى والكبد بشكل طبيعي، وقد تسبب تراكم المواد السامة في الدم وتأثيرات سلبية على جميع أعضاء الجسم على المدى البعيد، فمن الطبيعي أن نحاول تجنبها بقدر المستطاع، تمامًا مثل تجنب الأطعمة السريعة التي تؤثر على مظهر الشخص ونضارة بشرته، وتجعله يبدو أكبر سنًا من العمر الطبيعي.
وأضاف رستم تركي مصنع الأحذية، قائلًا “أنا أفضل استخدام المسكنات والمضادات الحيوية بسبب فاعليتها السريعة، وتوفرها في كل مكان، أما العلاجات النباتية، فعادة ما تكون نادرة وغير متاحة بسهولة، وغالبًا ليس هناك الكثير من الخبراء في هذا المجال، خاصةً في الوقت الحالي، وهذا يختلف عن الماضي حيث كانت النباتات الطبية هي الطريقة الأكثر شيوعًا للعلاج وكان هناك عدد كبير من الأطباء الذين كانوا يتخصصون فيها”.
وتقول بثينة إبراهيم عياش، مهندسة تحكم آلي وحواسيب، أنها حسب درجة خطورة المرض يمكنها أن تقرر، سواء كان العلاج بواسطة بالنباتات الطبية أم بالمسكنات والمضادات الحيوية، ولكنها عمومًا تفضل التداوي بالنباتات الطبية حتي لو كانت النباتات الطبية تستغرق وقتًا أطول في العلاج، ولكن في حال كان مرض خطير وبحاجة إلي معالجة سريعة، ففهي هذه الحالة تفضل العلاج بالمسكنات والمضادات الحيوية حتي وإن كان لها أعراض جانبية.
وأكد محمد يحي، ميديا باير، أنه يفضل التداوي بواسطة النباتات الطبية، ولا يفضل التداوي بالأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية، حتي وإن كانت النباتات الطبية تستغرق مدة أطول لكي تحقق النتائج.
وتقول آية على مهندسة الكمبيوتر، أنها سوف تستخدم أي علاج يحقق لها نتائج سريعة، بغض النظر عن نوعه، فإذا كان هناك نتائج سريعة ممكنة من استخدام المسكنات والمضادات الحيوية، فسوف تستخدمها حتى وإن كانت تلك الأدوية تسبب بعض الآثار الجانبية.
وأوضح محمود هاشم الطبيب البيطري، أنه سوف يعود إلى الطبيب في هذا الأمر، فإن أخبره بأن يستخدم النباتات الطبية سوف يستخدمها، وإن أخبره أن يستخدم الأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية، سوف يقوم بفعل ذلك أيضًا.
وتقول هبه عبدالفضيل، مذيعة راديو براديو وقناة رؤية، أنها تفضل استخدام المسكنات والمضادات الحيوية كحل أسرع، حتى ولو كانت لهذه الأدوية أعراض جانبية، لأن العلاج بواسطة النباتات الطبية يستغرق وقتًا طويلاً لظهور النتيجة، وخلال هذه الفترة قد يشعر الشخص بالتعب النفسي، وبالتالي قد تظهر آثار جانبية على صحته النفسية.
وأضاف الدكتور عبدالغني دياب أخصائي النسا والتوليد، قائلًا “أنني مع استخدام العلاج بواسطة النباتات الطبية، ولا أمانع من استخدامها طالما هناك دراسات علمية دقيقة مبنية على الإجراءات الطبية (الترايلز) مرورًا بالأبحاث العلمية الموثقة دوليًا وموافقات الوزارات الطبية المختلفة دون الإخلال بالنظام الطبي للمريض، وانا كطبيب في مصلحة المريض مطلقًا، أيًا كان نوعية العلاج، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أوراق علمية أو اثباتات علمية للمعالجة بواسطة النباتات الطبية، كما أن النباتات التي لها توثيق طبي لم تحقق نجاح يجعلنا نعتمد عليها اعتماد كامل”.
وأوضحت نهال عجان كاتبة المحتوى الإعلاني والمسوقة الإلكترونية، أنها تفضل التداوي بالنباتات الطبية، ولكن إذا كانت الحالة مقلقة جدًا وخطيرة، مثل السرطان، فسوف تفضل في تلك الحالة استخدام الأدوية الكيميائية، حتي وإن كانت هذه الأدوية لها أعراض جانبية.