كتبت/رقية فوزي ،محررة بجريدة الانباء ٢٤الكندية العربية
ان لمصر تاريخا إسلاميا حضاريا عريقا فاقت به عن مثيلاتها من الدول الإسلامية والعربية مهد الحضاره والثقافه أرض العروبة تتجلى فيها معالم تاريخية دينية عظيمة ولعل أبرز ما يميز هذه المعالم هو الأزهر الشريف جامع….
وجامعة الأزهر هيئه علميه اسلاميه و المؤسسه الدينيه الأكبر في مصر يقع مقرها الرئيسي في” مشيخة الازهر” بالقاهرة برئاسة (الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب)
وتعود نشأته إلى العصر الفاطمي حيث شيده جوهر الصقلي في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي عام 970 م استغرق بناؤه ما يقارب 27 سنة وأقيمت أول صلاة فيه صلاة الجمعة في السابع من شهر رمضان عام 361 هجرية لتوافق 972 ميلادية
وسمي بهذا الاسم نسبة وتأسياً بالسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وزوجة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد كان الفاطميون ينتمون إليها
حظي الجامع الأزهر بإهتمام العلماء والمشايخ والمفكرين فقد التفت فيه حلقات العلم والذكر وتلاوة القرآن الكريم وادى دوره الأول كمدرسة ومعهد للعلوم الدينية مثل علوم السيرة النبوية، وعلم الفقه، وعلم الكلام والتوحيد، والأحاديث النبوية الشريفة وغيرها من العلوم التي تفيد المسلم في دينه ودنياه..
وبالرغم من أن هذه الحلقات كانت تطوعية وبلا مقابل إلا أنه في ذلك الوقت تشكلت في هذا المسجد ما يماثل المدارس النظامية واضحت الدروس تعطى بتكليف الدولة لبعض علمائها بأجر ومقابل حيث اُلقى اول درس فيه في )صفر من عام 365 هجرية الموافق 975 ميلادية )على يد الفقيه” علي بن النعمان القاضي “في فقه الشيعة؛ فقد كان الفاطميون ينتمون للمذهب الشيعي…
وسرعان ما سقطت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي الذي حارب المذهب الشيعي في مصر وقضى عليه ليعلن المذهب السني مذهب أهل السنة لهذا تعطلت الخطبه في المسجد ما يقرب 100 عام وما لبثت ان عادت في عهد الدولة المملوكية على يد الظاهر بيبرس وعاد الجامع الأزهر يؤدي رسالته من جديد في نشر وتدريس المذاهب الفقهية والعلوم الشرعية
لهذا كان مشايخه وعلمائه حريصون كل الحرص على تطويره والارتقاء به والحفاظ على منزلته الرصينة مسجداً وحصنا للعلوم الشرعية والدينية فقد توالى على مشيخته العديد بل والكثير من المشايخ الذين قاموا على تعميره وخدمته ومن بين هؤلاء المشايخ الإمام الأكبر (ابو عبد الله محمد ابن جمال الدين الخرشي المالكي) أول إمام للجامع الأزهر وأحد كبار العلماء المسلمين تولى المشيخة من عام ١٠١٠ حتى عام ١١٠١ هجرياً
هجرية الموافق١٦٠١ حتى ١٦٩٠ ميلادية ثم تقلد الامام إبراهيم البرماوي مشيخة الازهر وغيره من الائمة ..
وصولا الى وقتنا الحالى تحت مشيخة (الامام الاكبر الامام احمد الطيب)
أما عن جامعته جامعة الازهر
فهي قبلة الدارسين والطلاب من شتى بقاع الأرض كعبه يقصدونها لينهلوا من علومها العلمية والدينية الوفيره
فهي من أعرق جامعات العالم ،منبع الوسطية والاعتدال وقلب روح التعاون والإخاء في العالم الإسلامي، وثالث أقدم جامعة في العالم تحت المركز 801 على مستوى العالم والمركز الأول على مستوى مصر عام 2023 2024 حسب مؤشر مجلة تايمز للتعليم العالي
يتمركز ومقرها في القاهرة ولها عدة فروع في العديد من المحافظات كم محافظة الإسكندرية والدقهلية وأسوان وأسيوط وتعد الجامعة امتدادا للجامع الأزهر لتخطو خطاه في تعليم وتلقين العلوم الشرعية والدينية والإنسانية والطبيعية تضم الجامعة في رحابها وتستقبل الكثير من جنسيات الدول المختلفة باعتبارها جامعة ومؤسسة عالمية يقصدها طلاب العلم من مشارق الارض ومغاربها
فعلى سبيل المثال والذكر لا الحصر يأتي على رأس هذه الدول دولة اندونيسيا وتايلاند نيجيريا افغانستان تركيا الصين روسيا السنغال جزر القمر والهند وغير ذلك من مئات الدول التي ينهل طلابها من هذه الجامعه العريقه.. انما يميز هذا الصرح العريق انه يجمع بين حظي الدنيا والآخرة فلا تكون علومه مقتصرا على العلوم الطبيعية والإنسانية وثقافيه فحسب لتتغاضى عن العلوم الدينية وعلوم اللغة والقرآن الكريم وإنما يلتقي فيها الأمران معا فتدرس علوم السيرة النبوية والفقه والعقيدة والقرآن الكريم في جميع كلياتها بما في ذلك كليه الطب والهندسه والصيدله حتى كليات اللغات والترجمة ..
وتختص الجامعة بالتعليم العالي واحياء التراث العلمي والفكري والروحي لتغذي الشعوب العربيه بروح العروبه الاصيله كما انها تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية في الجامعات والهيئات العلمية الاسلاميه والعربيه والاجنبيه..
وينفك عن الأزهر هيئات عديدة منها هيئة كبار علماء الأزهر ، والمجلس الأعلى للأزهر، الإدارة العامة للطلاب الوافدين
ومجمع البحوث الإسلامية الذي يصدع برأيه في البحوث الاسلاميه العربيه في جميع دول العالم فقد أنشأ عام١٩٦١م حيث يختص بتطوير الأزهر ويضم عدة لجان منها لجنة القران والسنه، لجنة البحوث الفقهية ،لجنة احياء التراث الاسلامي، لجنه الدراسات الاجتماعية ..
كما يهتم بدراسة كل ما يتعلق بالبحوث الإسلامية والعمل على تجديد الثقافة بعيدة عن التعصب السياسي ويناقش مستجدات الحياة من مشكلات سواء تتعلق بالعقيدة أو بالأمور الفقهية او بأمور الدعوة الإسلامية
تتشكل عضوية المجمع من ٥٠ عضوا من كبار العلماء المسلمين يمثلون جميع المذاهب الاسلامية هو يعد الدكتور( محمود حب الله )اول امين عام للمجمع و وحاليا تولى الدكتور( نظير عياد) الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية..
ولهذا كانت الجامعة ولا زالت عَلماً لمنهج الوسطية والاعتدال وقلباً لروح الإسلام السمحة روح الإخاء والتعاون