كتبت آية الشرقاوي محررة صحفية في جريدة الأنباء24 الكندية العربية
في كل عصر، يكون للبشر توقعات وتخيلات بشأن المستقبل، فيضعون تصورًا لشكل الحياة بعد مرور عشرات السنوات.
وبطبيعة الحال، كان للأجداد تصور وتوقعات بشأن العصر الراهن، فنقل موقع “LAD Bible” جزءًا من أرشيف BBC، يتضمن حلقة يعود تاريخها إلى عام 1966 من أحد البرامج، يحل فيه مجموعة أطفال كضيوف.
وكشف الصغار عن توقعاتهم لمظاهر الحياة مع حلول القرن الـ21، حتى كانت التصورات التي طرحوها مفاجئة بالنسبة للأجيال المعاصرة
فقالت إحدى الفتيات عن القرن الحالي: “سيكون مملًا للغاية، وسيتجمع الناس معًا كثيرًا، ولن يكون هناك أي متعة أو أي شيء”.
فيما ذكرت طفلة أخرى: “أولًا وقبل كل شيء، هذه الحواسيب ستتولى زمام الأمور، فأجهزة الكمبيوتر والأتمتة، وبالتالي بدايةً من عام 2000، ستكون هذه الأجهزة للأشخاص ذوي معدل الذكاء المرتفع، الذين يمكنهم تشغيلها”.
وتوقع طفل ثالث أن “تتساقط القنابل الذرية في العالم، إلى حد ينفجر فيه الكوكب كاملًا”.
و”الفتاة التي كانت تتحدث عن أجهزة الكمبيوتر توقعت أن الذكاء الاصطناعي سيسيطر على العالم وسيفقد الناس وظائفهم”، و”يبدو الأمر كما لو كانوا معنا”، وغيرها الكثير.
ويجري هذا في الوقت الراهن فالتنبؤ بما سيبدو عليه المجتمع والتكنولوجيا في العقود المقبلة ليس بالأمر السهل، لكن أحد المستقبليين استخدم خيال الأطفال للتوصل إلى أفكار، حيث تحدث المفكر المستقبلي بريان ديفيد جونسون مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-13 كجزء من دراسة حول رؤيتهم للحياة في خمسينيات القرن العشرين لمؤسسة الهندسة والتكنولوجيا (IET).
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، أوضح جونسون، أن الجيل الحالي من العقول الشابة ليس كما رأيناه من قبل، فكان كل طفل تحدث إليه متفائلاً بشأن المستقبل، حيث أظهر الكثيرون مستويات من الإثارة حول ما سيأتي عند بلوغهم سن الرشد.
استخدم المحادثات التي أجراها مع الأطفال وأولياء أمورهم لصياغة تنبؤات حول مستقبل المنازل الذكية والطعام والمساعدين الافتراضيين الشخصيين.
نظرت الدراسة إلى أين ستأخذنا الهندسة والتكنولوجيا في الثلاثين سنة القادمة، وكيف يمكن للشباب وآبائهم أن يلعبوا دورًا في
مخيلة الأطفال خصبة للغاية، “كل شيء يبدأ بالخيال”، وجنسون هو أستاذ في جامعة ولاية أريزونا وكاتب خيال علمي، حيث ينظر إلى الاتجاهات الحالية والمستقبلية.
يبدأ بإلقاء نظرة على ما نحن عليه الآن مع التكنولوجيا والمجتمع، ثم يتبع الاتجاهات إلى حيث قد نكون في غضون خمس أو عشر أو حتى ثلاثين سنة.
وأوضح جونسون، “من الممكن أيضًا النظر إلى ما قد ترغب في أن يكون عليه المستقبل من خلال الخيال ثم العمل إلى الوراء لمعرفة المسار الذي تحتاج إلى اتباعه للوصول إلى هناك”.
ظهر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية بشكل كبير في الأفكار التي اقترحها الأطفال، والتي تغطي كل شيء من الأمان إلى الحياة الاجتماعية.
وعندما يتعلق الأمر بالمكان الذي سنعيش فيه في المستقبل، فيقول جونسون إن الأطفال يتوقعون أن منازلنا ستكون مليئة بالأجهزة الذكية وأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي التي تعمل معًا، فسيكونون “بيوت حساسة” يعملون لحماية أمننا المادي والرقمي وحتى يخبروننا النكات إذا شعروا أننا نمر بيوم سيئ.
وتضمنت التوقعات الأخرى ظهور مساعدين مخصصين للذكاء الاصطناعي مثل Siri أو Google أو Alexa ولكنها مصممة خصيصًا لشخصيتك.
كما أنه في المستقبل، سيكون كل شيء يتحرك تقريبًا “ذاتي القيادة” بما في ذلك السيارات والشاحنات والسفن والطائرات بدون طيار، وكذلك المركبات التي لا يمكننا حتى تخيلها.